البلاد.نت- حكيمة ذهبي- صنعت مناظرة المترشحين للدور الثاني في رئاسيات تونس، اهتمام الرأي العام بالجزائر، الذي كانت سهرته ليلة الجمعة إلى السبت، سياسية بامتياز، زاحمت سهرات مباريات كرة القدم من حيث استقطاب الجمهور، واستذكر الجزائريون من خلالها السنوات الخوالي، كان فيها زعماء السياسة في الجزائر، على اختلافهم، يجمعون العائلات على طاولة "لقاء الصحافة" سنوات التسعينات. أثبتت مناظرة المرشحين لرئاسة تونس، قيس سعيد ونبيل القروي، التي بثتها عدة قنوات تلفزيونية جزائرية عبر نقل مباشر من القنوات التونسية، أن عزوف الجزائريين عن السياسة، مرتبط بمستوى السياسيين، وأنه عزوف ناتج عن ملل واستهتار السياسيين الجزائريين بمستوى الوعي لدى الجمهور. وتساءل مغردون حول إمكانية تنظيم مناظرة تلفزيونية بين المرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة في الجزائر وبثها على قنواتنا العمومية والخاصة.
صفحة "البلاد" على "فايسبوك"، التي نقلت المناظرة عبر بث مباشر من القناة الوطنية التونسية، تابعها مئات الآلاف من الجزائريين، وصبت كل تعليقاتهم في سياق مقارنة بين مرشحي الرئاسة التونسية وبين مستوى المترشحين للانتخابات الرئاسية الجزائرية، والذين تجاوز عددهم 136 مترشحا، لا يوجد من بينهم من صنع تلك الهالة الشعبية حوله انبهارا بمستوى خطابه السياسي أو فصاحته في مخاطبة الشعب.
قراءة في مجمل التفاعلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أبرزت أن الجزائري يحلم أن يرتقي مستوى السياسيين إلى التجربة التونسية، من حيث الطرح، الحضور والخطاب، خاصة بعد إقرار آليات تشبه تلك الموجودة في تونس في العملية الانتخابية، لاسيما سلطة مستقلة للانتخابات وإجبارية المستوى الجامعي للمترشحين.
لكن جزائريين من الجيل المخضرم، الذين عايشوا أولى خطوات الانفتاح الديمقراطي في الجزائر، ذكّروا أن الجزائر كانت سباقة إلى جمع سياسيين مختلفين على طاولة "لقاء الصحافة"، التي كان يبثها التلفزيون العمومي سنوات التسعينات، للصحفي مراد شبين، تمكن خلالها من جمع عمالقة السياسة في الجزائر، على شكل حوار ثنائي لعل أشهرها تلك التي جمعت الراحلين عبد الحميد مهري وعباسي مدني.