البلاد - عبد الله نادور - يترأس اليوم الأحد، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أول اجتماع لمجلس الوزراء، مع أعضاء الطاقم الحكومي الجديد، الذين استلموا مهامهم، أمس السبت، ومن المنتظر أن يوجه الرئيس مجموعة من التوجيهات للطاقم الحكومي، خاصة ما تعلق بالخطوط العريضة لمخطط العمل الذي سيعرض مرة أخرى على الرئيس في مجلس وزاري آخر قبل إحالته على المجلس الشعبي الوطني. ويشكل الاجتماع الوزاري الأول، الذي يرأسه الرئيس تبون، الانطلاقة الفعلية للحكومة في عملها، وفي إعداد مخطط عملها لعرضه مجددا على مجلس وزراء ليصادق عليه ليعرض بعد ذلك على البرلمان بغرفتيه. وأولى التوجيهات التي من المنتظر أن يتلقاها الطاقم الحكومي من الرئيس تبون، ما تعلق بمخطط عمل الحكومة، والذي يعد بمثابة الواجهة الحقيقية والذي سيفصح لا محالة عن التوجهات الاقتصادية والاجتماعية للرئيس تبون وحكومته. ويبدو أن الرئيس تبون، سيركز على المجال الاقتصادي والاجتماعي، بالنظر للتحديات الكبيرة، التي تنتظره في هذين الملفين، وبدا ذلك ظاهرا في الوزارات المنتدبة التي استحدثت، والمرتبطة بقطاعات من شأنها دفع عجلة التنمية وخلق الثروة، من بينها الوزارة المنتدبة مكلفة بالفلاحة الصحراوية، وذلك بالنظر للإمكانيات الفلاحية الكبيرة التي تتميز بها الصحراء الجزائرية، بهدف تركيز الجهود في هذا المجال للدفع به أكثر. كما أن ملف التجارة الخارجية، يحمل في طياته العديد من التحديات، أبرزها تقليص فاتورة الاستيراد، وما يحمله من تحديات، دون المساس بالاقتصاد والسوق الوطنية، وأيضا ما ينتظر الجزائر على الصعيد الإقليمي بخصوص المنطقة الحرة للتجارة العربية، والمنطقة الحرة للتبادل الإفريقي، واتفاق الشراكة مع الاتحاد الأروبي، كلها ملفات ثقيلة إن أحسن الوزير المنتدب إدارتها من شأنها تحسين العديد من الأمور الاقتصادية. والشيء نفسه بالنسبة للوزارات المنتدبة المكلفة بالصناعة الصيدلانية، التي تمثل أحد أكبر الأعباء على ميزانية الدولة، وفي حال النجاح في الاستثمار في هذا المجال من شأنه تخفيض فاتورة استيراد الأدوية، والدفع بعجلة الصناعة الصيدلانية، وأيضا بالنسبة للبيئة الصحراوية، ووزارة الحاضنات، حيث تعد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من بين أكبر التحديات، حيث تحتاج الجزائر، حسب العديد من الخبراء، إلى ما لا يقل عن مليون ونصف من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للدفع بعجلة الاقتصاد الوطني. كما أن هذه الوزارة لها ارتباط وثيق بوزارة المؤسسات الناشئة واقتصاد المعرفة. أما الجالية الوطنية، فقد خصصت لها كتابة دولة، من شأنها إعادة للثقة لدى الجالية، التي يمكنها أن تساهم في عجلة التنمية الوطنية، من خلال التحويلات الكبيرة التي يمكن أن تضخها، وأيضا الخبرات والكفاءات التي تتميز بها وتعتمد عليها العديد من الجامعات الأوروبية والغربية. ويعد حسب مراقبين عامل نجاح الحكومة الحالية، مرتبطا بالتنسيق بين الطاقم الحكومي، وهو الأمر الذي غاب عن الحكومات السابقة، وهو الأمر الذي من المنتظر أن يركز عليه الرئيس تبون خلال لقائه الأول مع الطاقم الحكومي الجديد. وبغض النظر عن الطابع الاستعجالي للقضايا الاقتصادية والاجتماعية، والمطلوب من الحكومة النظر فيها، فإن أمام هذه الحكومة جملة من الالتزامات السياسية، خاصة تلك التي وعد بها الرئيس تبون خلال حملته الانتخابية وخلال مراسيم تأدية اليمين الدستورية، وأبرزها "اليد الممدودة" للحوار الذي دعا إليه، ويعد أبرز شيء تنتظره الطبقة السياسية للشروع في الإصلاحات السياسية المرجوة، بالإضافة لمسألة تعديل الدستور كما وعد بذلك تبون، بالإضافة إلى تعديلات مرتقبة تمس عددا من القوانين العضوية من بينها قانون الانتخابات والأحزاب، وأيضا انتخابات تشريعية ومحلية مسبقة، تبدوا حتمية بالنظر للمطلب الملح للطبقة السياسية.