البلاد - خ.رياض - على إثر ارتفاع حالات الإصابة بفيروس "كورونا" في العالم، سابق كبار الثروات المالية والشركات المتعددة الجنسيات في الصينوالولاياتالمتحدةالأمريكية، وفي عدد من الدول المتضررة، على غرار إيطاليا، إسبانيا، الكويت، قطر وحتى المغرب في الأيام الأخيرة، إلى إعلان تبرعهم لمساعدة دولهم على مكافحة تفشي الوباء الفتاك المستمر في حصد الأرواح والضحايا والخسائر الاقتصادية. وكانت مؤسسة "بيل غيتس"، في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أعلنت عن، تبرعها بمبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة جهات الطوارئ في الصين وإفريقيا ولتطوير اللقاحات المضادة للفيروس، وهو ما أثار إعجاب الرئيس الصيني الذي عبر عن شكره لسخاء بيل غيتس. وهو الوضع نفسه في الصين، بؤرة وباء "كورونا"، إذ تبرع جاك ما، وهو رجل أعمال وثاني أغنياء الصين، بمبلغ 14 مليون دولار لدعم جهود بلاده لتطوير اللقاحات لمكافحة فيروس كورونا. كما أعلنت شركته Alibaba أنها خصصت صندوقًا بقيمة 144 مليون دولار لمساعدة المستشفيات على شراء المستلزمات الطبية اللازمة في مدينة "ووهان" الصينية. وساهم العديد من الأثرياء في فرنساوإيطاليا في الجهود المبذولة لمكافحة الفيروس عبر حملات التبرع، في خطوة إنسانية أثارت إشادة واسعة من قبل ضحايا وباء "كورونا" الآخذ في الانتشار يوما بعد يوم. وفي الجزائر، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات تطالب أغنياء الجزائر بالتحرك لمساعدة الدولة في هذه المحنة الاستثنائية التي تمر منها البلاد جراء ارتفاع عدد حالات الإصابة بالفيروس.وحملت هذه الدعوات المنتشرة على الفايسبوك على سبيل المثال، عنوانا لافتا "على الجميع أن يتحمل، بصفة تضامنية، وبشكل يتناسب مع الوسائل التي يتوفرون عليها، التكاليف التي تتطلبها تنمية البلاد، وكذا تلك الناتجة عن الأعباء الناجمة عن الآفات والكوارث الطبيعية التي تصيب البلاد". وبرأي العديد من السياسيين في الجزائر، فإن الطبقة الغنية في الجزائر لم يسبق لها أن ساهمت في هكذا محن ومصاعب، رغم الأزمات والآفات المختلفة التي مرت منها البلاد، مشيرا إلى أن الدولة هي الجهة التي كانت تتكلف دائما بمواجهة الكوارث والتخفيف من أضرارها. وكان الرئيس عبد المجيد تبون، أعطى أوامره للحكومة قصد الإحداث الفوري لصندوق خاص لتدبير ومواجهة وباء فيروس "كورونا"، ستوفر له اعتمادات بمبلغ 4000 مليار سنتيم. ويرى كثيرون أن الطبقة الغنية في الجزائر بوسعها أن تنخرط في ثقافة المساهمة والتبرع مثل ما هو موجود في عدد من دول العالم، إذ يغيب هذا العمل التضامني في كثير من المناسبات عن المقاولات الغنية والشركات الكبرى". ويربط بعض المراقبين لهذا الشأن، مساهمة أغنياء الجزائر في مواجهة "كورونا" في حالة وهي أن يصدر رئيس الجمهورية، قرارا في هذا الموضوع، مثل ما وقع في الماضي، في مسألة تخفيض البنوك لنسبة الفائدة لدعم المقاولات إلى أقل من 2 في المائة. ويحصي الجزائريون، قائمة تضم فئة هائلة من الأثرياء الجزائريين القادرين على الانخراط في هذه الظرفية لحجم ثرواتهم التي تعد بعشرات ملايير الدولارات، حيث كشفت بعض الارقام السابقة عن أن قائمة لأول 10 أثرياء في الجزائر تزيد عن 12 مليار دولار.