البلاد - آمال ياحي - يبدي الخبراء في الصحة مخاوف شديدة من ارتفاع "محسوس" متوقع في أعداد الإصابات بفيروس كورونا إثر استئناف نشاط النقل العمومي والخاص، موجهين نداء الى المواطنين بعدم الاستهزاء بالحالة الوبائية والنظر الى ما يجري حولهم في العديد من الدول التي تعرضت إلى "انتكاسة" صحية عقب التخفيف من القيود الوقائية. وأكد رئيس الجمعية الجزائرية للطب الداخلي البروفيسور عمار طبايبية ل«البلاد" أن الجزائر على غرار الدول التي اجتاحها الوباء لا تزال في مرحلة الخطر، الأمر الذي يقتضي مواصلة التحقيقات الوبائية في بؤر المرض، ويستدعي الجميع ايضا الى التمسك بالإجراءات الوقائية لا سيما ارتداء القناع الواقي وغسل اليدين والتباعد الاجتماعي، وهي أفعال بسيطة لكنها منجية بلا شك من الهلاك. واعترف المتحدث بأن الجهوذ التي بذلتها السلطات المختصة في مواجهة جائحة كورونا كانت مثمرة حيث مكنت من السيطرة على الوضع في وقت كانت دول كبرى تسجل وفيات بالمئات يوميا، ومع ذلك يستحيل لنا العيش بمعزل عما يجري في العالم لأن الوباء متفش في جميع الدول، وبالتالي لا يمكن أن نزعم اننا تغلبنا عليه أو في منأي من تسجيل اصابات خطيرة. وبخصوص النقطة الأخيرة أفاد البروفيسور طبايبية بأن الحديث عن موجة ثانية في الإصابات سابق لأوانه كوننا لم نخرج بعد من الموجة الاولى للإصابات ومن المجدي ألان أن تقوم الوصاية بتحقيقات وبائية في الولايات التي ارتفع فيها عدد الإصابات بفيروس كورونا قصد محاولة التعرف على الأسباب ومن ثم وضع المخطط المناسب لتفادي اكتظاظ المستشفيات وما يترتب على ذلك من تداعيات سلبية. في سياق متصل تأسف الخبير لرفض بعض المصابين بكوفيد 19 العلاج المنزلي لمجرد خوفهم مما سيقوله الناس في محيطهم عند مشاهدة سيارة الإسعاف التي تتنقل الى منازلهم لأخذ رسم القلب وتحاليل أخرى طيلة فترة العلاج أي 10 أيام دون أن يضطروا للذهاب إلى المستشفى بوسائلهم الخاصة. وفي هذا الشأن أشار المصدر الى أن العلاج المنزلي متبع في الحالات غير المعقدة وهو الأنسب للجميع لذا ينبغي وضع الاعتبارات الشخصية وما يقوله الآخرون جانب طالما أن المسألة تتعلق بحياة الأفراد ووباء خطير يؤدي إلى الوفاة. بالمناسبة قال البروفيسور طبايبية إن استئناف العمل على مستوى المصالح الاستشفائية والجراحية الذي انطلق مؤخرا ولو بصفة تدريجية ليس بالأمر الهيّن وهناك عائق كبير يعترض العملية حاليا والمتمثل في نقص المستخدمين سواء أطباء كانوا ممرضين أو عاملي نظافة حيث إن وضع مصالح مخصصة لاستقبال المصابين بكورونا يقتضي منع المستخدمين بهذه المصالح من التنقل الى باقي المصالح تفاديا لانتشار الوباء بها وهنا يطرح المشكل أي حينما تتواجد كل هذه المصالح في نفس البناية وبالتالي يصعب تجنب التقاء الموظفين بها. لهذه الأسباب دعا رئيس جمعية الطب الداخلي الذي يشرف ايضا على مصلحة تسيير كوفيد 19 في مستشفى بئر طرارية بالعاصمة والي ولاية الجزائر الى السماح بضم البناية المتواجدة داخل المستشفى المسماة بدار المعاهدة وهي تابعة لقطاع الثقافة حيث يتم تحويلها الى مصلحة لاستقبال حالات كوفيد 19 لاسيما أنها معزولة تماما عن باقي البنايات، وهو ما يسمح بمعالجة هؤلاء مع ضمان عدم تعريض المرضى في باقي المصالح للخطر.
طواهرية عضو لجنة رصد الوباء: الوضع مقلق لكن أستبعد فرض الحجر مجددا من جانبه استبعد عبد الكريم طواهرية عضو لجنة متابعة تفشي فيروس كورونا إمكانية فرض الحجر الصحي على عموم البلاد مرة أخرى، مشيرا إلى أن ارتفاع عدد حالات الإصابة كان منتظرا ويرجع إلى عدم احترام التدابير الوقائية. وأوضح طواهرية في تصريح إعلامي امس أن الحجر سيكون جزئيا فقط وسيقتصر على البؤر التي تسجل فيها إصابات فقط، لافتا في هذا الصدد إلى أن الحل يكمن في الدراسات الوبائية حيث أشار إلى تشكيل لجنة علمية مهمتها إعداد الدراسات الوبائية وإعادة النظر في إستراتيجية الاتصال والنزول إلى الميدان لتحديد البؤر، ومن ثمة تحديد حالات الإصابة واحتوائها، لافتا إلى أن هناك فرقا نزلت إلى الميدان لمباشرة عملها. وعلى صعيد متصل أوضح طواهرية أن اللجنة لديها مخطط لرفع الحجر في كل القطاعات والأنشطة الاقتصادية من خلال التنسيق بين هذه القطاعات معها شريطة أن تترافق مع احترام إجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي. وبخصوص فاعلية ودقة أجهزة الكشف السريع أكد الخبير أن الأجهزة المتوفرة في الجزائر تخضع لتجارب قبل اعتمادها من الوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية وتسويقها، وكشف بالمناسبة عن نقص ملحوظ في 100 دواء منها أدوية تخص أمراض السرطان والدم والجلد، لكنه ذكر في المقابل بتوفر الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة والتي يعد أصحابها الأكثر تضررا من وباء كورونا. وعن اللقاح المضاد لكورونا، كشف طواهرية أن هناك العديد من المخابر التي توصلت إلى إنتاج لقاحات ستكون متوفرة على الأغلب مع حلول شهر نوفمبر القادم وأن هناك اجتماعا سيعقد لاختيار اللقاح الذي ستقوم الجزائر باستيراده.