البلاد - رياض.خ - كشفت خلية الأزمة التي نصبها والي مستغانم، عيسى بولحية، لتقصي حقائق حادثة انقلاب قارب هجرة غير شرعية، كان يقل 16 حراڤا بينهم رب عائلة وهو "أمين مرتازة" وزوجته وثلاثة من أولاده دون السادسة من العمر، الذين لقوا حتفهم بالكامل، عن أن فرق الإنقاذ والبحث التابعة للمجموعة الإقليمية لخفر السواحل مدعمة بفريق الغطاسين عن الحماية المدنية بهذه الولاية بالتعاون مع جمعية الصيادين، تمكنت من العثور على جثتي امرأتين لفظتهما أمواج البحر فجر أمس السبت بشاطئ عشعاشة في الساحل الشرقي لمستغانم، ما يرفع عدد الجثث المنتشلة لحد الآن، إلى 9 جثث بعد انتشال 5 أفراد من عائلة "مرتازة" المقيمة بحي "حراث" ببلدية مزغران وجثتي امرأتين وشابين آخرين. فيما تم إنقاذ خمسة آخرين من موت محقق لحظة انقلاب القارب المطاطي في شاطئ مرسى الشيخ ببلدية أولاد بوغالم شرق مستغانم. بينما يتواصل البحث لحد كتابة هذه السطور عن شابين آخرين في عداد المفقودين، أحدهما يدعى "وليد" يقطن بدوار زريفة في بلدية حجاج، يرجح أنه كان ضمن طاقم القارب الجانح في واحدة من فواجع الهجرة غير النظامية التي عرفتها السواحل الجزائرية في صيف السنة الجارية. وحسب المعلومات التي استقتها "البلاد"، فان والي الولاية، أمر مصالحه بفتح تحقيق معمق في أسباب وقوع الحادثة التي آلمت بسكان الولاية والجزائريين عامة، في ظل تقاطر قوارب الموت على الشواطئ غير المحروسة التي باتت قبلة لجحافل الحراڤة نحو السواحل الاسبانية، بالإضافة إلى استئناف عصابات تهريب البشر نشاطهم بقوة في سواحل المنطقة التي تعتبر الأقرب إلى شبه الجزيرة الأيبيرية على متن قوارب "الشبح" "قليسور" بأسعار تزيد عن 60 مليون سنتيم، لأنها سريعة ونفاثة وشبه مضمونة ومنظموها والسائقون محترفون. وتشير المعلومات التي بحوزتنا، إلى أن تعليمات هامة وجهت في هذا الصدد لتكثيف البحث عن ما لا يقل عن خمسة أشخاص لا يستبعد أن يكونوا وراء رحلات الموت انطلاقا من شواطئ الجهة الشرقية لمستغانم صوب شواطئ مرسيا، طريفة وقادش الاسبانية. ولم يخف المصدر أن المهربين الذين كانوا خلف هذه الكارثة التي تجلت في مصرع عائلة بأكملها وشبان في عمر الزهور، يقيمون في حي "بايموت" الشعبي، الذي حوله بعض المجرمين إلى بؤرة لتنظيم رحلات الموت عن طريق عروض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما يجعل الطامح في معانقة أوروبا يتلقف الخبر والانسياق وراء هذه الرحلات غير محمودة العواقب. وتفرض قوات الدرك، عمليات تمشيط هامة في عدة نقاط بحرية في سواحل الولاية، بحثا عن المشتبه بهم، بالإضافة إلى تفويت الفرص على أشخاص آخرين بركوب أمواج البحر صوب الضفة الأخرى من المتوسط، في ظل المعلومات التي تحوزها المصالح الأمنية بوجود قوارب تستعد للإبحار السري في الساعات القادمة. وتتحدث المعطيات بقوة، عن وجود مسبوق قضائيا موضوع بحث في 3 قضايا تتصل مباشرة بتدبير الهجرة غير الشرعية، يشتبه بتنظيمه رحلات في المدة الأخيرة بشواطئ أولاد بوغالم، عشعاشة ويليس وشعايبية شرق الولاية بمبالغ تتراوح بين 45 و 55 مليون عبر قوارب سريعة "أور بور". وطلبت المصالح الأمنية في مستغانم في المدة الأخيرة من موقوفين بتهمة محاولة مغادرة التراب الوطني، مزيدا من المعلومات بشأن تحرك عصابات تهريب البشر، التي جددت نشاطها بقوة في الأسابيع الأخيرة بعد تلاشي فيروس كورونا في إسبانيا على وجه الخصوص.