البلاد.نت/رياض.خ- قالت البروفيسور موفق نجاة رئيسة مصلحة علاج "كورونا" بالمستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب بلاطو في وهران، إن الفيروس التاجي بدأت في الاحتضار التدريجي، في ظل الانخفاض اللافت لعدد الإصابات ومعدل المتوفين التي باتت تنحصر في ثلاث إلى أربع وفيات في اليوم الواحد. وعزت البروفيسور في اتصال مع "البلاد نت"، هذا التراجع القياسي إلى امتلاك الجزائريين أكثر من 60 بالمائة لأجسام مضادة لفيروس كورونا وهو ما توصل إليه الأخصائيون الجزائريون في اغلب مستشفيات الوطن، مضيفة أن الجزائر في طريقها إلى اكتساب مناعة جماعية أو ما بات يعرف في الطب الحديث ب "مناعة القطيع"، وهو ما يجعل انتقال الفيروس من شخص لأخر غير مرجح، لأن الجزائريين وفق تقديرها صاروا محمييين وليس فقط أولئك الذين لطيهم مناعة، ملفتة، إلى أن المستشفى الجامعي في وهران، صار يحصي حالات بسيطة تحملها الفئات الهشة وكبار السن، مشيرة إلى أن ما تسجله الجزائر الآن هو الأقرب إلى "الاستئصال" أي انحسار الفيروس إلى صفر. ورجحت البروفيسور موفق، أن تتوقف سلاسل العدوى في أوساط الجزائريين بعد نجاح الجزائر في التصدي لانتشار الفيروس أمام ازدياد نسبة الأفراد الحاملين للمناعة، موازاة مع استمرار تلقيح الجزائريين ضد الجائحة الوبائية، معتبرة أن امتلاك نصف سكان الجزائر للمناعة، أمرا كافيا لتحقيق وضع مستقر، متمنية أن يرتفع المؤشر إلى70 – 80% لفرض السيطرة التامة على الفيروس التاجي. وأوضحت المتحدثة، أنه يمكن قهر العدوى والعودة إلى الحياة الطبيعية في منتصف الصيف المقبل، بشرط ارتفاع وتيرة حملة التلقيح، مستبعدة العودة إذا سارت الأمور كما هو مرسوم لها، إلى المستوى السابق للمصابين بالوباء الذي سجل لحد الساعة 3035 حالة وفاة في الجزائر. وبشيء من التفصيل، بينت البروفيسور، أن كورونا وصلت حد الذروة في وقت سابق بانتشاره الواسع في كامل ربوع الوطن وقد مس حتى الشباب وحملة المناعة القوية، لينكمش الفيروس وعاد المنحنى إلى طبيعته الأولى أي حالة استقرار، قائلة إن هذه التحولات تعد أبرز خصائص الفيروسات المعروفة عنها ارتفاع في الذروة لتليها مباشرة انحدار كلي للمنحى، موردة أن من أبرز أسباب تراجع كورونا في الجزائر، التزام عموم الجزائريين بالتدابير الاحترازية وتشديد السلطات العليا للبلاد سياسة الإغلاق لمنع تسرب عدوى جديدة. وخلصت البروفيسور إلى القول، أن الجزائر كانت من الدول السباقة لاقتناء لقاحات "كوفيد- 19" وأنها استطاعت أن تصطف إلىجانب الدول الكبرى في صفقات اللقاح"، مؤكدة أن"كل الدول تتهافت على اقتناء المزيد من اللقاحات، لأن التطعيم الجماعي حسب تقديرها، وحده هو الذي يضمن الخروج من الأزمة سواء على الصعيد الوطني أو حتى الدولي،مشددة على حتمية الاستمرار في احترام التدابير الوقائية، للمساهمة في جهود كبح انتشار الفيروس خاصة في ظل اكتشاف سلالات متحورة.