أجمع أطباء أخصائيون في الجزائر, على اختيارية التلقيح باللقاح الروسي الواعد الذي اخترته الجزائر المقرر وصوله خلال الأيام القليلة القادمة لبدء التلقيح ضد الفيروس التاجي كورونا, بخلاف ما تناقلته بعض الوسائط أن الدولة قررت إلزامية التلقيح وعلى الجميع تناوله, بالرغم أن هناك رهانات كبيرة على تحقيق مناعة جماعية ضد الجائحة الوبائية. في هذا الصدد, قال الدكتور يوسف بخاري رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة لوهران, إن اللقاح ضد الفيروس هو "اختياري" وأن الحرية للمواطن في أخذه من عدمه, وأكد ذات المتحدث, ردا على سؤال حول هل هناك ارتباط بين الإجبارية والاختيارية, أنه ليس شرطا أخذ اللقاح, مفصحا أنه تم إعداد مخطط خاص لإنجاح عملية التلقيح ضد هذا "كوفيد 19 "، داخل مواقع واسعة مناسبة في كامل مناطق الوطن، تمهيدا لوصول الدفعة الأولى من اللقاح الروسي, بحيث تم إعداد منصة إلكترونية خاصة بذلك، وستعطى الأولوية في عملية التلقيح إلى الأطقم الطبية المتواجدة بمختلف المستشفيات والمؤسسات الاستشفائية، لتليها فئة كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة، ثم بعدها فئة المستخدمين في قطاع التربية، مرورا على مختلف شرائح المجتمع وذلك وفق الأعمار وبشكل متدرج من يرغبون بطبيعة الحال في أخذ "سبوتنيك-5", كاشفا عن أن الجزائر جاهزة لاستقبال أولى جرعات الفيروس المستجد, بتخصيص مبردات بدرجات برودة مكيفة في 3 كامل المستشفيات والمخابر الوطنية ودعم الخواص بشكل لافت لهذه العملية الهامة. وبرأي الدكتور علي بوهاني مختص في الأمراض الداخلية بمستشفى فرانز فانون بالبليدة, أنه رغم اختيارية التلقيح ضد الفيروس القاتل, إلا أنه دعا، الشعب الجزائري إلى الإقبال بكثافة على التلقيح من أجل بلوغ مناعة جماعية، ومنع انتشار وباء (كوفيد-19). وقال إن اللقاح الروسي المضاد لفيروس كورونا, شكل موضوع عدد من الدراسات والأبحاث العلمية في مختلف بقاع العالم، وشاركت الجزائر بدورها في تجاربه السريرية , مشيرا إلى أن الخبر الجيد هنا هو أن هذا اللقاح , يعمل على حث جهاز المناعة لتوفير الحماية المطلوبة ضد فيروس كوفيد , كما أورد محدثنا , أن اللقاح من شأنه تحفيز عملية إنتاج الأجسام المضادة للفيروس وما يحتوي عليه من بروتين مدبب يساعده على اختراق الخلايا بجسم الإنسان. على هذا النحو, اعتبرت الدكتور عائشة عبد اللاوي بمصلحة الوقاية لمديرية الصحة لولاية تيبازة، الهدف المتوخى من عملية التلقيح، المرتقبة في غضون الأيام المقبلة ضد فيروس كوفيد 19، هو اكتساب "مناعة جماعية" والتي تعتبر الأداة الوحيدة التي ستمكن الجزائر من العودة إلى الحياة الطبيعية، وذلك بعد قرابة عام كامل من الإجراءات والتدابير المقيدة للحياة, مضيفة أن أن التلقيح يعتبر تحديا حقيقيا، لكنه هو "الوسيلة الآمنة والفعالة للقضاء على فيروس كورونا"، مشددة على أن انطلاق عملية التلقيح لا تعني بالضرورة التخلي عن احترام الإجراءات الصحية الوقائية،". فالتقيد حسبها بهذه الإجراءات هو أكثر من ضروري ، لتفادي عودة البلاد إلى ما كانت عليه من الذروة , مبرزة, أن عملية التلقيح باتت الأمل لكافة دول العالم لتخطي هذه الأزمة الصحية وتجاوز تبعاتها، مشيرة إلى أن الجزائر حققت أشواطا هامة لبلوغ هذا الهدف، "خاصة في ظل تراجع المنحى الوبائي وتقليص نسبة الإماتة والإصابات في الأسابيع الأخيرة من خلال تدوين إصابات معظمهما لأشخاص يعانون من أمراض مزمنة على غرار الربو والحساسية والضغط الدموي وغيرها من الأمراض المستعصية, مختتمة قولها, إن التعايش مع الفيروس أصبح ضرورة حتمية، تفرضها طبيعة الظروف الراهنة، ولابد أن تستمر الحياة وعودة الأنشطة إلى طبيعتها المعتادة, لكن مع ضرورة التقيد بالتدابير الاحترازية للوقاية من هذا الوباء القاتل على غرار استخدام الأقنعة الواقية واحترام التباعد الجسدي واستعمال مواد التعقيم والتطهير وغيرها من الإجراءات المتفق عليها.