لم يكن يعتقد إسلام سليماني أنه سيتحول إلى أسطورة حقيقية في المنتخب الوطني وهو في سن متقدمة ومع نهاية مسيرته الكروية ولم تقف كل العقبات والمصاعب التي واجهها حجر عثرة حتى يحقق حلمه الأكبر وكتابة إسمه في تاريخ الكرة الجزائرية بأحرف من ذهب. بعدما حول عامل السن المتقدم إلى مجرد رقم فقط بالهدفين اللذين سجلهما في شباك زامبيا، حيث رفع عداده من الأهداف مع النخبة الوطنية إلى 31 هدفا كاملا على بعد خمسة أهداف فقط من الهداف التاريخي للمنتخب عبد الحفيظ تاسفاوت. والمتمعن في مشوار ابن مدينة الشراڤة يلاحظ أن اللاعب بدأ من الصفر. وصولا إلى قمة الهرم، مرورا بعديد المشاكل والمصاعب التي كانت ستوقف مشوار أي لاعب لا يملك طموح وإرادة سليماني. بداية اللاعب كانت من البطولة المحلية واكتشافه مع الخضر كان من طرف الناخب السابق حاليلوزيتش الذي منحه فرصة حمل ألوان الخضر عندما كان ينشط في شباب بلوزداد. حيث كان يعاني من التنمر من بعض الأنصار، لكن ذلك كان بمثابة الدافع للاعب الذي ساهم في ترشح المنتخب الى كأس العالم 2014 وأصبح نجما في وقت قياسي أهله إلى خوض تجربة في البرتغال بعدما أصر على ذلك حتى يحسن قدراته وكان اختياره البرتغال ونادي سبورتيتغ لشبونة وهو الاختيار الذي كان موفقا بعدما بات إسلام قطعة أساسية مع فريق العاصمة البرتغالية. قبل أن تفتح أمامه فرصة الانتقال إلى البريميرليغ وليستر سيتي في صفقة قياسية للاعب من خريج البطولة الجزائرية، غير أن اللاعب لم يوفق في تجربته ليدخل في دوامة حقيقية دفعت به إلى أندية نيوكاسل وحتى تركيا في تجربتين فاشلتين وهو ما انعكس سلبا على مردوده في المنتخب، خاصة مع بزوغ نجم بونجاح لتحوم الإنتقادات حول اللاعب سليماني من قبل مناصري المنتخب الوطني، خاصة في كأس إفريقيا لسنة 2017، حيث بات اللاعب هدفا المناصرين، خاصة وأن المعني كان يمر بفترة صعبة. لكن كل تلك الضغوطات حولها اللاعب إلى أمور إيجابية بدليل تواجده مع الخضر في نهائيات كأس إفريقيا للأمم وتتويجه باللقب القاري الذي كان حلم الطفولة، حسب ما أكده اللاعب الذي صنع الحدث بعدها بالتوقيع مع فريق مثل ليون الذي ينافس على لقب الليغ 1، رافضا كل العروض التي أتته من الخليج، رغم الأرقام الخيالية التي وضعت تحت تصرفه لكنه رفض التحدي حتى يبقى في المستوى العالي ويبحث عن مكان له في الخضر. وهو ما تم فعلا بعدما أضاف سليماني ثنائية في شباك زامبيا رفعت سقف طموحه أكبر حتى يكون الهداف التاريخي للمنتخب الوطني وهو ما أكده اللاعب للمدرب الوطني، حيث أشار له صراحة بأن أمامه المزيد من السنوات في المستوى العالي وما إشادة جمال بلماضي به وهو أمر نادر الحدوث يؤكد قيمة اللاعب الذي بات مثالا يحتذى به، خاصة أن بقاء سليماني في المستوى العالي وهو في هذه السن المتقدمة يؤكد التزامه الكبير خاصة في حياته الشخصية.