صنعت تصريحات الناخب الوطني لكرة القدم، جمال بلماضي، الحدث نهاية الأسبوع، سواء في الندوة الصحفية التي أعقبت لقاء الفوز أمام بوتسوانا أو تلك التصريحات للإذاعة الثالثة والتي لقيت صدى كبيرا. وهذا بعد تناقلها في عديد المواقع العالمية وكان فحوى التصريحات صادما للكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم وبعض الأطراف التي تحرك التحكيم من وراء الستار، خاصة مع اقتراب تصفيات كأس العالم. غير أن كلمات المدرب الوطني وتشريحه لما وقع للمنتخب الجزائري الذي يعد بطل للقارة السمراء، خاصة في لقاء زامبيا وفضيحة الحكم من جزر القمر وهي التصريحات التي أحدثت هلعا في أروقة الكاف. خاصة عند أصحاب الحل والربط في الهيئة التي تبقى رهينة المصالح الشخصية والفساد المستشري الذين لم يتحملوا مثل هذه التصريحات التي جاءت بصوت عال وبنبرة قوية حركت حتى الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي فتح أعينه من جديد على قضية التحكيم في القارة السمراء، خاصة قبيل تصفيات المونديال التي تنطلق في شهر جوان. حيث تكون الهيئة الدولية قد ربطت الاتصال بالهيئة القارية واستفسرت عن الموضوع، خاصة بعد التقرير الذي رفعته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم والتي أرفقتها بصور، على غرار صورة ربط حكم جزر القمر لحذاء أحد لاعبي زامبيا، وصولا إلى صور ركلتي الجزاء اللتان منحهما لمنتخب الرصاصات النحاسية. كما تضمن تقرير الفاف أيضا قضية تعيين حكم من بوركينافاسو وهو منافس المنتخب في تصفيات كأس العالم. والأكيد أن خرجة المدرب الوطني في هذا التوقيت بالذات كانت محسوبة وذكية قبيل بداية تصفيات كأس العالم التي يسعى فيها المنتخب للترشح إلى دورة قطر. خاصة وأن بلماضي يدرك جيدا لعبة الكواليس الطاحنة في أروقة الكاف التي يسعى فيها من يحركون اللعبة خلف الستار لتأهيل منتخبات بلدانهم إلى العرس العالمي، حيث نجد في اللجان الإفريقية المختلفة وحتى في اللجنة التنفيذية، أعضاء من البلدان الإفريقية المعنية بالترشح في صورة مصر، تونس والمغرب. وهو ما كان يشير إليه المدرب الوطني في تصريحه للإذاعة الوطنية، عندما قال إن هناك أياد تسعى لاستهداف وتكسير المنتخب الوطني للعبة من خلال خلق عديد المشاكل، بداية من التحكيم، وصولا إلى السفريات الطويلة وهو ما قاله أيضا بلماضي الذي لم يجد أي وسيلة لحماية المنتخب وتحقيق هدف التأهل إلى نهائيات كأس العالم، في ظل غياب أي تمثيل للجزائر في الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم. وكان جمال بلماضيقالها صراحة للحكم الرابع في لقاء بوتسوانا أن أي خطأ تحكيمي ضد الجزائر سيكون مرفوقا بتقرير مفصل ضدهم. وتأتي تصريحات الرجل الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الذي استشعر لعبة الكواليس التي تحيط بالمنتخب من قبل بعض الفاعلين في الكاف مرفقة بتقارير أرسلتها الفاف إلى الفيفا وحتى الكاف بطلب من مدرب المنتخب الوطني وهو الأمر الذي قد يكون له تأثير إيجابي أو سلبي، خاصة وأن بعض الأطراف تريد الثأر من الناخب الوطني بعد تصريحاته القوية ضد الهيئة الكروية القارية. ويحدث كل هذا اللغط في ظل غياب الرئيس الجديد للكاف الذي لم يظهر له أثر منذ فوزه برئاسة الهيئة بضغط من إنفانتينو وهو ما يؤكد أن الرجل سيسير الهيئة بالوكالة ويترك دار لقمان على حالها بين أيدي الفاعلين الحقيقيين للكونفدرالية الإفريقية للعبة.