تدرس الحكومة السعودية إمكانية منع الوافدين الأجانب، للعام الثاني على التوالي، من أداء مناسك الحج، بسبب مخاوف من خطر زيادة انتشار فيروس كورونا في المملكة. وسيحرم بموجب القرار المرتقب 41 ألف حاج جزائري، فازوا بالقرعة في 2020، من أداء المناسك للسنة الثانية تواليا. وتفاعل الجزائريون أمس ب" خيبة كبيرة" مع هذه التطورات، رغم الإجماع حول "تفهم" قرار المملكة العربية السعودية القاضي بحصر هذا الموسم بعدد معين من حجاج الداخل، بسبب المخاوف من تفشي الوباء. وأفادت وكالة "رويترز" أمس عن مصدرين مطلعين على الموضوع تأكيدهما أن السلطات علقت الخطط السابقة بشأن إمكانية استقبال الوافدين من الخارج هذا العام، موضحين أن الإجراء في حال تبنيه سيقضي بعدم السماح بأداء مناسك الحج، إلا للمواطنين السعوديين والمقيمين في المملكة، الذين خضعوا للتطعيم ضد كورونا أو تماثلوا للشفاء منه في موعد لا يزيد عن ستة أشهر قبل مشاركتهم في المراسم الدينية. وقال أحد المصدرين إن المملكة قد تفرض أيضا قيودا على عمر الوافدين. فيما ذكر مصدر آخر أن الخطط الأصلية كانت تقضي بالسماح لبعض الوافدين الأجانب، الذين خضعوا للتطعيم، بأداء مناسك الحج، لكن الجدل بشأن مختلف أنواع اللقاحات ومدى فعاليتها وكذلك خطر تفشي سلالات جديدة من العدوى، أجبر المسؤولين في المملكة على مراجعة هذه الخطط. وأشار المصدران إلى أن المشاورات بشأن هذا الحظر المحتمل لا تزال جارية، ولم يتخذ أي قرار نهائي حتى الآن. ولم يرد المكتب الإعلامي الحكومي على طلب التعليق. وكانت السعودية، التي تعلق سمعتها على حمايتها لأقدس المواقع الإسلامية في مكة والمدينة، قد منعت الأجانب من الحج العام الماضي بسبب الوباء لأول مرة في تاريخ المملكة الحديث، وسمحت فقط لعدد محدود من المواطنين السعوديين والمقيمين، قد تكون حشود الملايين من الحجاج من جميع أنحاء العالم بؤرة لانتقال الفيروس. وفي الماضي عاد بعض الحجاج إلى بلدانهم مصابون بأمراض الجهاز التنفسي وأمراض أخرى. وفي فيفري الماضي علقت الحكومة دخول المسافرين من 20 دولة، باستثناء الدبلوماسيين والسعوديين والممارسين الطبيين وأسرهم، للمساعدة في الحد من انتشار فيروس كورونا الجديد. ويشمل الحظر، الذي لا يزال ساريًا حتى الآن، الأشخاص القادمين من الإمارات وألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا وجنوب إفريقيا وفرنسا ومصر ولبنان والهند وباكستان. وإلى جانب "الخيبة" التي سادت مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر إزاء القرار السعودي، اعتبر عضو النقابة الوطنية لوكالات السياحة والأسفار، محمد ازرق رأس، أن قرار السلطات السعودية سيد، باعتبار أن المملكة على دراية كاملة بالوضع الصحي على أراضيها ومدى خطورة تنظيم الحج، مشيرا إلى أن وكالات السياحة والأسفار تأثرت بهذا القرار، باعتبار أن هذا الموسم يعتبر سنة بيضاء بالنسبة لها، نظرا لتعليق موسم العمرة والسياحة ككل على المستوى الدولي بسبب جائحة كوررنا.