البلاد.نت/رياض.خ- شدد البروفيسور حميتي عبد الصمد المختص في الطب الوقائي المجند بمصلحة علاج كورونا بالمستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب بوهران، على حتمية التعاطي مع فحص الوافدين من الخارج خلال الفتح الرسمي الجزئي للمنافذ الجوية في الجزائر، بصرامة وحزم وعدم التساهل والتعامل بليونة إن صح التعبير مع أي كان، لتفادي وقوع انزلاق وبائي قد يعيد البلاد إلى سالف وضعها حيث ارتفاع عدد الإصابات ومعدل الإماتة. وقال المتحدث في اتصال مع "البلاد نت"، إن المصالح الصحية جندت طاقما طبيا رفيع المستوى في كل من مطار أحمد بن بلة الدولي وميناء وهران، ودعت لجنة رصد وباء كوفيد 19، الأطباء والمجندين بهذه المهام الجسيمة، إلى تشديد الرقابة في الفحص والإبلاغ كلما اقتضت الضرورة بشأن ورود شبهات حمل مسافرين إصابات كورونا أو السلالات المتحورة، في ظل ارتفاع حالات الوباء في بعض الدول الأوروبية والآسيوية، التي شهدت ارتفاعا مهولا بالسلالات الجديدة، التي زحفت إلى الجزائر عن طريق رعايا أجانب على غرار حالة الأوكراني 43 عاما الذي اكتشف إصابته بالسلالة البريطانية على متن باخرة تجارية في عرض البحر بوهران، علاوة على الحالات الخمس للسلالة النيجرية التي حملها رعايا أجانب بميناء وهران حسبما أشار إليه ذات المتحدث. وذكر محدثنا، أن الحالات المتحورة التي اكتشفت بعاصمة الغرب الجزائري والجزائر العاصمة، لم تكن شرسة و بينت التحاليل الجينومية أنها ضعيفة الانتشار ولم تتخط 30 بالمائة، موضحا أن خطورة انتشارها تكمن في تجاوزها نسبة 70 بالمائة عن الفيروس الأصلي، كما أن السلالات الجديدة ظهرت طفراتها في الجزائر بشكل عشوائي غير حامل للانتشار الذي تعرفه بعض الدول، التي تعاني من اجتياح السلالات البريطانية والنيجرية والهندية، التي تعتبر أشد فتكا وتسجل نسبة إماتة قوية تفوق 4 بالمائة، بخلاف سارس كوف19. وبعث البروفيسور حميتي رسالة طمأنة إلى الجزائريين،لأنه لا يرى لحد الساعة أي سبب للذعر وإثارة المخاوف، بخلاف الدراسات التي عرضها بعض الخبراء في العالم حول طبيعة السلالات الجديدة بأنها أكثر عدوى الفيروس التاجي وأنها تصيب الشباب وقد تكون مقاومة أكثر للقاحات، لكن تلك التقارير يقول محدثنا، إنها لم تكن مدعومة بأدلة قاطعة. وأشار حميتي إلى أن حدوث طفرات في الفيروسات أمر طبيعي، لكنه رجح بنسبة كبيرة أن تظل اللقاحات فعالة في حماية الأشخاص من الإصابة بالوباء وأن الجزائر تبقى تشكل نموذجا حيا في مقاومة الفيروس التاجي و تظل تتحكم في وضعا الوبائي بالرغم من بروز حالات جديدة في السلالات المتحورة، ولخص هذا الأخير، العدو الأول، وراء تغيرات الفيروس وارتفاع الإصابات و تصاعد عدد الوفيات،هو سلوكيات المواطنين ومدى الالتزام بإتباع الإجراءات الاحترازية،كارتداء الكمامات، التباعد الاجتماعي والتخلي عن المناطق المزدحمة. وأضاف البروفيسور أن تدابير المراقبة والتحكم بحاجة إلى تعزيز أكثر لمحاصرة أي موجة وبائية جديدة مع الفتح الجزئي للحدود الجوية، بدءاً من الأول من جوان المقبل، بعد إغلاق تام دام أكثر من 14 شهرا، مشددا على أهمية التلقيح لكسب مناعة متينة تحمي الأشخاص المطعمين من الوباء لاسيما المصابين بالأمراض المزمنة على غرار السكري، الضغط الدموي، القلب وغيرها، مشيرا إلى أن الجزائر كانت محظوظة في الظفر بحصص هامة من اللقاحات المعتمدة من قبل اللجنة الوطنية لرصد جائحة كورونا بفضل العلاقات القوية للدبلوماسية الجزائرية مع الدول المنتجة لللقاحات، داعيا المسافرين القادمين إلى الجزائر، التقيد الضروري بكامل شروط القواعد الصحية والتدابير الاحتياطية الاحترازية، التي أقرتها السلطات العليا في البلاد، كما هو الحال تقديم شهادة طبية خاصة بالكشف عن الوباء "بي سي آر" مع الخضوع إلى جميع الفحوصات التي تفرضها الفرق الطبية المتواجدة على مستوى مطارات وهران، الجزائر وقسنطينة، وخلص المتحدث إلى القول، إن المنظومة الصحية في الجزائر لا ترغب في تكرار سيناريوهات الماضي الأليمة، التي شهدت معدلا رهيبا في الوفيات والإصابات في أوساط الأطباء ومستخدمي قطاع الصحة، ناهيك عن الإرهاق البدني والاحتراق المهني والنفسي لكافة الأطر الطبية.