البلاد.نت/رياض.خ- تسرع الجزائر الخطى من أجل تلقيح أكبر عدد من الجزائريين بهدف الوصول إلى المناعة الجماعة أو ما بات يسمى ب "مناعة القطيع" لمنع حدوث طفرات جديدة من فيروس كورونا داخل البلاد، موازاة مع ترقب وصول دفعات جديدة من اللقاحات الثلاث المعتمدة في الجزائر، بالإضافة إلى الرفع التدريجي للمعابر الحدودية والبرية وعودة شبه كلية مجددا في الأنشطة التجارية والخدمية إلى حياتها الطبيعية. في هذا الصدد، يرى مختصون في الطب الوبائي في الجزائر، أن تسريح حملة التلقيح صارت أكثر من ضروري، لتشمل عدة أصناف ومستويات، بعد أن شملت الجرعات الأولى من التطعيم ضد فيروس كورونا، العاملين في الصفوف الأمامية والفئات الهشة، والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة، قبل أن يتقرر، توسيع استفادة الجزائريين من العملية، لتشمل الفئات العمرية البالغة من العمر 55 سنة فما فوق. على هذا النحو، قال البروفيسور بناجي عمر المختص في علم الأوبئة بالمستشفى الجامعي الدكتور ديمرجي تيجاني، إن التلقيح يشكل رهانا استراتيجيا للجزائر لا يمكن التخلي عنه لحظة واحدة لبلوغ المناعة الجماعية التي تراهن عليها الجزائر من خلال حملة التلقيح الوطنية التي أطلقها في 28 من جانفي الماضي، على تطعيم ما لا يقل عن 20 مليون جزائري أي ما يعادل 75 بالمائة من الساكنة، وهو الرقم الذي يخول لها الوصول إلى مناعة القطيع. وبخصوص الوضع الوبائي، أكد المتحدث في اتصال مع "البلاد.نت "، بأن الأيام الأخيرة حملت وفاة رضيع بفيروس كورونا في ضواحي ولاية تبسة، وهي أول حالة تسجل في الجزائر بعد أن سجلت من قبل بعض الحالات المماثلة في بلدان أخرى لاسيما في أوروبا وأمريكا،ما يستدعي اتخاذ كل الاحتياطات الضرورية للحيلولة دون انتشار الوباء لدى فئة الرضع، لافتا إلى أنه يتعين إخضاع كل أفراد العائلة إلى تشخيص معمق وتحاليل دقيقة وانتظار النتائج والمعطيات الجديدة التي سيكشف عنها معهد باستور، لأجل معرفة طبيعة السلالة المتحورة، إن كانت بريطانية، نيجرية أو السلالة الهندية التي عادت إلى الظهور بالجزائر وتبيان مدى خطورتها على الرضيع ومن تم سيتم إصدار التوصيات والقرار بضرورة تلقيح هذه الفئة من عدمه ووجوب التأقلم مع كل المستجدات، لكن في العموم، اعتبر الحالة الوبائية في البلاد مستقرة وهو ما تعكسه وضعية المستشفيات وأقسام العناية المركزة،، داعيا إلى مواصلة الالتزام بالإجراءات الوقائية تجنبا لأي انفلات وبائي. وعاد البروفيسور إلى القول، إن كل الأرقام التي تنشرها وزارة الصحة بخصوص حالات الإصابة بالوباء لا تمثل سوى الفئة التي خضعت للتحاليل ودخلت المستشفيات، أما المواطنون المصابون بالفيروس التاجي، فقدره البروفيسور بنسبة 70 في المائة، وهو ما سيكسب الجزائريون مناعة طبيعية جماعية، مشيدا بهذه المرحلة الهامة التي بلغتها الجزائر بفضل التدابير الاستباقية التي فرضتها الدولة في السابق من غلق كامل المعابر، الأمر الذي جنب البلاد، تسلل سلالات متغيرة، مبرزا أن التلقيح بات إلزاميا في مرحلته الثانية ويشمل باقي الفئات دون استثناء لضمان مناعة جماعية. وشدد منسق لجنة رصد وباء كورونا في هذه الجهة الحدودية من الوطن، على أهمية إحصاء كل من اكتسبوا مناعة طبيعة ضد الفيروس، ويتعلق الأمر بالأشخاص الذي سبق وأن سجلت إصابتهم بالوباء، والحاصلين أيضا على المناعة المكتسبة عبر التطعيم، حتى يتسنى للمصالح الصحية تحديد تاريخ دقيق للوصول إلى المناعة الجماعية. وفي انتظار الوصول إلى المناعة الجماعية، حث محدثنا، على أهمية الالتزام بجميع الإجراءات الاحترازية، من أجل كبح انتشار الفيروس والحفاظ على ما تم تحقيقه من مكتسبات إلى حدود الساعة، خصوصا مع ظهور المتحور البريطاني الأكثر نقلا للعدوى.