البلاد.نت/رياض.خ- قالت البروفيسور عائشة فرحاوي نائب رئيس مصلحة علاج فيروس كوررونا المستجد بالمستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب في وهران، إن السلالات المتغيرة الجديدة النيجرية، البريطانية على وجه الخصوص، أعراضها خفيفة على المرضى حسبما تم تسجيله في وهران، بدليل أن هناك 36 حالة مؤكدة بالسلالتين المتحورتين، لم تحمل حالات صحية معقدة باستثناء الشاب الذي توفي بالسلالة النيجيرية، "33 " عاما الذي لم يقو على التنفس بسبب مضاعفاته الصحية بداء السكري. واعترفت البروفيسور في اتصال مع "البلاد نت"، أن السلالات المتغيرة التي برزت في الجزائر في الأسابيع القليلة الأخيرة، خلقت هلعها شديدا في أوساط الجزائريين لمخاوفهم بعدم السيطرة على الوضع الوبائي الذي فقدت بعض الدول التحكم فيه لتفشي السلالات الجديدة بقوة على مستواها، موضحة أن النسخة البريطانية من فيروس كوفيد 19 التي جرى اكتشافها في الجزائر، تتميز بسرعة الانتشار بنسبة تتجاوز النسخة الأصلية ب70 بالمائة. وأضافت فرحاوي الأخصائية في الأمراض المعدية والوراثية، أن مؤشر العدوى ينتقل من 2.5 إلى ما يقارب 4 في هذه النسخة، أما فيما يهم الفتك "فليست هناك دراسات بمرجعية علمية"، بل مجرد تخمينات فحسب، لافتة إلى أن قطاع الصحة اتخذ إجراءات جديدة، من أجل الكشف المبكر عن أي حالة إصابة من السلالات الجديدة من الفيروس، من قبيل توسيع الفحوص المخبرية، عبر أخذ عينات من الدم وشملت العملية حتى الأطفال، مشددة على توخي الحيطة والحذر، لتفادي انتشار الوباء، لأن أي انزلاق سيكون وخيما على الوضعية الصحية، كون أن الجزائر لم تحرز المناعة الجماعية "مناعة القطيع" مثل الإصابات بالفيروس الأصلي، مؤكدة أن الجزائر تهدف من خلال تكثيف عمليات التلقيح ضد فيروس كورونا، لبلوغ مناعة جماعية في الشهور الأربعة القادمة أن نحقق مناعة جماعية، نظرا للمؤشرات العلمية والوبائية المعترف بها من قبل منظمة الصحة العالمية، مشيرة إلى أن الجزائر في ضوء حملتها الناجحة تسير على الطريق الصحيح لمكافحة انتشار "كوفيد 19" بشكل فعال، وتابعت قائلة "من المتوقع أن تستمر حملة التطعيم ما بين 3 و4 أشهر اخرى ، إذا جرى الأمر كما هو متوقع، يمكننا الحديث عن تحقيق مناعة جماعية على الأرجح مع حلول شهر أوت ، لكن يتعين تلقيح أكثر من 70 بالمائة من الساكنة للخروج بسرعة من هذا الوباء، الذي أثر على الجزائريين اجتماعيا واقتصاديا، موردة أنه حتى في حال تحقق هذه المناعة الجماعية، فمن الضروري مراقبة التطور الوبائي للفيروس، خاصة وأن الجزائر تربطها علاقات عديدة مع دول أخرى. بخلاف ذلك يبقى الخطر يداهم الجميع في ظل تسجيل مظاهر الاستهتار والتهاون وعودة الزحام في المحلات وعربات الترام ومختلف محطات نقل المسافرين، داعية السلطات إلى التطبيق الحازم لتدابير الوقاية والحجر الصحي التي فرضتها الدولة لمنع انتكاسة وبائية جديدة. أما بخصوص فعالية اللقاحات في مواجهة السلالات الجديدة، قالت محدثتنا، "في الواقع، يعتبر لقاح(أسترازنيكا البريطاني ) أكثر فعالية ضد السلالتين البريطانية والنيجيرية، وهو ما يعني أن الأشخاص الذين جرى تطعيمهم في الجزائر حصلوا على حماية من السلالة الكلاسيكية وكذلك من السلالة البريطانية على وجه الخصوص".