يشكل واد دار الواد بمحاذاة الكهوف العجيبة بزيامة منصورية، غرب ولاية جيجل، أحد الفضاءات النادرة التي تستقبل عشرات العائلات يوميا خلال هذا الشهر الكريم، حيث تدب به الحياة بداية من الساعة التاسعة صباحا، عائلات من جنوبالجزائر قررت قضاء شهر الصيام على الساحل وجدت في هذه التحفة النادرة ملاذا تقضي فيه ساعات النهار الحارة برفقة الأبناء وسط طبيعة ساحرة لم تمتد يد الإنسان إليه بعد·· أسرة من وادي سوف لم تخف ل ”البلاد” دهشتها من هذا الفردوس الأرضي، حيث يقول رب الأسرة وهو في الثانية والخمسين من العمر إنه طاف كل سواحل الوطن ولم تقع عيناه على ما رأت هذه المرة، ويمتد واد دار الواد حوالي 10 كلم بداية من منابعه الأولى بقرى الحامة والساحل وبني معاد بأعالي بلدية زيامة منصورية ويصب في شاطئ الكهوف العجيبة الواقعة على بعد 5 كلم شرق هذه المدينة والتي تتواجد بمحاذاته أيضا مغارة الكهوف العجيبة المصنفة عالميا· وما زاد من روعة المكان هو غزارة مياه الوادي التي لا تنضب صيفا، وسط غابات كثيفة أغلبها من السرو والصفصاف وقد زاد المكان أناقة مئات القردة التي ضربت هي الأخرى موعدا مع العائلات والأطفال بالخصوص الذين لا يملون مداعبتها رغم ما في ذلك من خطر في بعض الأحيان، وعلى ضفاف الوادي تفرقت العائلات في أركان متباعدة تتأمل ملكوت الله أحيانا وتعبده أحيانا أخرى، بينما اختار بعض الشباب والأطفال السباحة في الأحواض التي شكلتها الطبيعة، أو الاستحمام في المياه الطبيعية من خلال قنوات كبيرة وضعت لهذا الغرض· أما النقطة السلبية الوحيدة التي أجمع عليها كل من سألناهم، فهي تراكم الأوساخ في بعض جهات الوادي والتي تركها أصحابها بعد انتهاء موسم الاصطياف تعكر صفو الطبيعة·