البعض كان يحضر لأداء العمرة منذ أمد بعيد لكن قلة المال جعلته يؤجل الزحف على مكة إلى وقت لاحق، لكن البعض الآخر كان لعامل الصدفة أكبر دور في أداء العمرة لأول مرة· ”العمرة لمن استطاع أولا” عبد السلام ”ز·ي” وهو نائب مدير في حديث معه قال: ”أعتبر أن أداء مناسك العمرة لأول مرة فرصة عظيمة ومهمة لكل الأشخاص خاصة في شهر الرحمة، وأنا شخصيا لم أتوقع أن يحالفني الحظ هذا العام وأكون من بين الذين سيذهبون لزيارة البقاع المقدسة ويؤدون مناسك العمرة لأول مرة، بالرغم أن لدي زوجتي وأولادي الذين لم يسبق أن تركتهم خصوصا في شهر رمضان لكني مع ذلك سافرت إلى بيت الله وأنا جد مسرور لأني بالفعل عندما وطأت أرجلي ذلك المكان أحسست كأنني ولدت من جديد، الآن والحمد لله على كل حال من الأحوال عدت إلى الوطن وأديت عمرتي كما يجب”· من جهة أخرى قال جمال براهمي وهو من ولاية تيارت يعمل أستاذ ثانوية: ”لم يسبق لي أن ذهبت إلى هناك وهذا العام لم أتوقع أن أكون من المتوجهين لزيارة بيت الله لكن كما يقول صلى الله عليه وسلم:- ”إنما الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى”، حدث أن اشترت أمي التذكرة وحرصت على أن أذهب وأؤدي مناسك العمرة مكانها لأنها لا تستطيع السفر نظرا لحالتها الصحية، صدقوني لقد حالفني الحظ وكان معي لأني كنت جد مندهش لما حصل معي والحمد لله على كل حال”، وعلى هذا الأساس، فقد اختار البعض أن يعتمر أولا وربما كل شخص على حسب نيته كما قال جمال، إذن فالعمرة في رمضان لمن استطاع أولا· 'في رمضان·· أن تعتمروا أفضل” حسب ما صرح به بعض أصحاب الوكالات السياحية المتواجدة بديدوش مراد بالعاصمة، فإن هذا العام ليس مثل سابقه، حيث أن حجز التذاكر من أجل العمرة فاق الخيال ولم يبق أي مكان على عكس الأشخاص الذين سيؤدون الحج· كما أخبرنا صاحب وكالة سياحية أنه عندما سأل شاب جاء ليحجز التذكرة للذهاب إلى البقاع المقدسة،لماذا لم تحجز للذهاب إلى الحج وليس العمرة فأجابه أنه سيؤدي مناسك العمرة أولا وأن العمرة في رمضان تعدل حجة في الأجر والثواب وهذه رحمة من الله لعباده، لهذا أنا أفضل العمرة عن الحج والمسابقة في قصد بيت الله عز وجل لأول مرة هذا العام لكسب الحسنات وعلي أن أغتنم شرف الزمان والمكان وأن لا أضيع هذه الفرصة والإكثار من العبادات والنوافل خاصة في الشهر الفضيل ··”· ”البقاع المقدسة·· أحب مكان إلى قلوب الجزائريين” لم ننس كذلك الحديث مع العائدين من البقاع المقدسة، حيث أخبرنا عمي علي وهو أب لستة أولاد يقطن بشارع الخماسين بالعاصمة يعمل تاجرا كذلك هو الأخر حالفه الحظ لأول مرة في حياته ليزور بيت الله ويؤدي مناسك العمرة لأول مرة قائلا: ”لم أندهش من زيارتي لمكةالمكرمة ولكن اندهشت من الجزائريين الذين وجدتهم هناك وتعرفت عليهم أتوا من جميع ولايات الوطن مسرورون بتواجدهم هناك يؤدون المناسك على أحسن وجه كما أخبرني صديق كان برفقتي أثناء تأديتنا للمناسك طيلة الوقت أن البقاع المقدسة كانت أحب مكان إلى قلب الرسول- عليه الصلاة والسلام- لذا فإنها أحب مكان إلى قلوبنا كذلك ولأن الصلاة فيها تعدل مائة ألف صلاة وهي مكان شريف وطاهر جمعت بيننا وبين جميع المسلمين وخلقت فينا روح الأخوة والتسامح والتراضي· كما أذكر جيدا عندما قال لي أنظر كيف جعلنا هذا المكان نتعرف إلى بعضنا البعض فضحكت وقتها