يفضل ”ميتشو” العامل الصيني بمحل للألبسة بشارع حسيبة بن بوعلي بالعاصمة أن يضبط ساعته على توقيت الجزائريين، فيصوم ويفطر معهم بعدما أسلم منذ أربعة أعوام• وقال ”ميتشو” البالغ من العمر 31 سنة بلغة عربية فصيحة تداخلت فيها حروف الجنس الأصفر مع اللهجة الجزائرية، إن لديه حوالي عشر سنين منذ تواجده بالجزائر وهو متعلق كثيرا بهذا البلد ويعتبره بلده الثاني• ويقول إنه اعتنق الإسلام منذ حوالي أربع سنوات وهو شديد التعلق بأداء فرائض الإسلام، يصلي ويزكي ويصوم رمضان كاملا كباقي المسلمين• ويتمنى ميتشوأن يؤدي العمرة أوالحج في أقرب الآجال رفقة زوجته الجزائرية التي كانت سببا في دخوله للدين الإسلامي، مشيرا أنه يحب الأكل كثيرا خاصة الأطباق العاصمية التي تعدها زوجته، وهو يفضل طبق الحريرة الذي يقول إن له مذاق خاص و”أنا دائما أفتح صيامي بحبة تمر وكأس لبن كما تفعل زوجتي”• وأضاف ميتشو أنه يؤدي صلاة التراويح في مسجد الرحمة في قلب العاصمة، خاصة أنه يحاول أن يحفظ المزيد من سور القرآن من أجل الحسنات وتطويع اللسان بالحرف العربي• كما يحظى ميتشو بالاحترام والتقدير من قبل رفقائه الجزائريين• ومن جهة أخرى في حديث مع الشابة الصينية المسلمة ”شاينا” التي تعمل بمحل بيع الهو اتف النقالة بنفس الشارع أنها أتت من شمال الصين إلى الجزائر نتيجة الأخطاء التي ارتكبها أبويها، حيث تقول شاينا البالغة من العمر 24 سنة وهي تتقن جيدا التحدث باللغة العامية الجزائرية: ”أنا راني فتاة ما نعرفش يما وبابا وجيت للجزائر في عام 2001 مع شاب جزائري كان في الصين ودرك راني عرفت بعض الأصول في دزاير وعرفت مبادئ الإسلام والحمد لله اليوم راني مسلمة”• وتكمل شاينا حديثها ”أنا تزوجت من هذا الشاب الذي علمني أن الحياة تستمر، الحمد لله أصبحت إنسانة جديدة أصلي وأصوم وأحب الجزائر كثيرا وأنا بالطبع لن أغادرها•كما أن زوجي يدعمني ويحميني وهو دائما معي لم أحس يوما بأني وحيدة في بلد أجنبي، بل بالعكس أشعر أني في موطني ومع أهلي وأصحابي خاصة مع رمضان، فعندما أعود من العمل أقوم بإعداد الفطور لزوجي لأنه يحب حساء الأرز الصيني كثيرا كما أنني تعلمت إعداد بعض الأطباق الجزائرية مثل الشربة والمثوم، وتقول شاينا إنها معجبة بعادات وتقاليد الجزائريين التي أصبحت لا تستطيع أن تتخلى عنها وستحافظ عليها دائما••• وحين أتممنا الحديث مع شاينا ضحكت وقالت: صح فطوركم وربي يجزيكم خير إن شاء الله•• تجدر الإشارة إلى أن الصينيين يتصدرون الجنسيات الأجنبية التى تعتنق الإسلام بالجزائر، حسب تصريح المدير الفرعي للتوجيه الديني بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف• وأضاف أن ولايتى الجزائر العاصمة وتيزي وزوتشهدان أكبر عدد من معتنقي الإسلام مرجعا سبب اعتناق الأجانب للإسلام إلى سببين، أولهما ثقافتهم العالية التي تحثهم على البحث المعمق في الديانات والمقارنة فيما بينها وأوضح أن السبب الثاني يعود إلى أن بعض الأجانب يقتنعون بالدين الحنيف لتأثرهم بالتكافل الاجتماعي الذي يحث عليه الإسلام، مؤكدا أن زواج الأجانب من الجزائريين يعد من أهم الدوافع التي ترغبهم في اعتناق هذه الديانة• وأشار إلى أن عدد معتنقي الإسلام يتزايد من عام إلى آخر، حيث تم تسجيل 44 شخصا في 2004 وبلغ 198 معتنقا في .2010