نزل تعيين الأفلاني المعروف وعضو المجلس الولائي بلحرش محمد المكنى سياسيا وشعبيا بالخميني كمدير للحملة الانتخابية للرئيس بالجلفة، كالصاعقة على من استحوذوا على ساحة القرار المحلي من نواب وطنيين سواء كانوا في الأفلان أو في الأرندي. المفاجأة كانت فوق تصور الكثيرين لعودة نجم الخميني إلى واجهة الأحداث بعدما صام الرجل طويلا واختفى من الأضواء، ليعود إلى الواجهة محدثا صاعقة على مستوى كثير من الأسماء التي كانت تسعى بشتى الطرق لتكون لسان الرئيس ويده التي يرفعها ويرافع بها في الحملة الرئاسية القادمة. الخميني الذي صام دهرا وفطر عجلا بعدما افتكك من نواب الأفلان من أمثال بن عطالله محمد وكذا سيناتور الأرندي بلعباس بلعباس الذي كان الأشد حظا، شرف أن يكون ممثلا ومديرا لحملة الرئيس بالجلفة، ليطفو السؤال عن خلفيات فوز الخميني بالصفقة ويبدأ التنجيم السياسي محليا عن الكيفية التي سطع بها نجم من تمت إزاحته مرات عدة من قيادة القافلة. الخميني، رياضي سابق ويمتلك قدر كبيرة على التجنيد نظرا لعلاقاته المتشعبة مع كافة الشرائح، خاصة في مجالات النقابة والعمال وكذا صفوف الشباب، حيث يسمونه ملك المقاهي كما يطلقون عليه سيد الكولسة والكواليس... لكن الرقم الأهم في عودة الخميني أن وراء الرجل سندا وظهرا كبيرا كثيرا ما لازمه كرجل ظل لا يحب الظهور، لكنه يبقى المهندس الأكبر الذي يصنع الحدث بعيدا عن الأضواء ويتمثل في رجل الأعمال الشاب اسماعين الحدي وهو عضو مجلس ولائي وكان الرقم الكبير في الانتخابات البرلمانية الأخيرة وبفضل مجهوداته وسخائه في الحملة الانتخابية استطاع أن يصنع الحدث ويبقي الأفلان في صدارة البرلمانات. وباعتراف النواب الحاليين أنفسهم، فإن جهد الرجل وماله وكذا مكانته في الأوساط الشبانية وفرت للافلآن فوزا مريحا رغم أنه لم يكن فيه كونهم جعلوه في مؤخرة القائمة وهو أحسنهم، إلا أنه قبل أن تدور آلة الدفع ليفوز الآخرون بالكراسي وينسحب هو خلف الأضواء تاركا وراءه بصمة بأنه كان السبب المباشر في فوز الأفلان. والمهم أن رجل الأعمال الحدي اسماعين كان من أهم الأشخاص الذين قادوا حملة بوتفليقة الأولى سنة 1998 بعدما تكلف بالدعاية لها وباستضافة الوفود ليكون جزءً من المعادلة المحلية ويظهر دوره جليا في انتخابات العهدة الثانية، حيث سخر إمكانياته وكذا مركبه الرياضي لصالح حملة الرئيس في دفاع عنه، خاصة أنه كان طرفا فاعلا في الحركة التصحيحية لتكون المحطة التالية العهدة الثالثة وتسخيره لمجهوده وماله لصالح العهدة الثالثة كخيار، خاصة بعد تسرب أخبار مؤكدة على أن رجل الأعمال اسماعين الحدي قد تم تكليفه بأرباب العمل من طرف المداومة بمجرد تعيين الخميني في اعتراف ضمني بدور الرجل المسمى في الجلفة برجل الظل الانتخابي الذي يدير حملاته بعيدا عن مبتغى الشهرة أو انتظار الجزاء. مع العلم أنه وقع اختيار مقر المداومة على مركب النخيل الرياضي الذي يملكه الحدي ليكون المقر الرئاسي للمداومة في انطلاقة صاروخية للتجنيد والتعبئة العامة للموعد الرئاسي... يبقى في الأخير أن أحزاب التحالف وخاصة الأفلان اختارت الخميني البسيط والمتواضع دونا عن الآخرين لعلمها بتأثير الرجل وقدرته الخارقة على صناعة الحدث بمعية سنده رجل الظل الحدي اسماعين والضربة اعتبرها الشارع وجهت إلى نواب الأفلان وكذا سيناتور الأرندي الذي تم هزمه أخيرا في واقعة من يكون يد الرئيس ولسانه بالجلفة.