العدالة الجزائرية تعتزم إصدار أوامر بالقبض عليهم كشفت مصادر قضائية ل”البلاد” أن التحقيقات التي يعكف عليها قاضي تحقيق الغرفة السادسة لدى محكمة سيدي امحمد بخصوص الشبكة المختصة في تزوير شهادات الميلاد والجنسية الجزائرية لفائدة رعايا فلسطينيين مقيمين بسوريا قد أفضت إلى وجود أكثر من 2000 مستفيد من الهوية الجزائرية بوثائق مزورة يرتقب أن تصدر ضدّهم أوامر بالقبض· وكما انفردت ”البلاد” في الكشف عنه في عدد سابق، فإنّ وقائع هذه القضية، التي تمسّ بالسيادة الوطنية والهوية الجزائرية، تعود إلى تاريخ 17 جوان ,2010 تمت إحالتها على القضاء بناء على الإرسالية الإدارية الصادرة عن مصالح وزارة الخارجية الجزائرية موجهة إلي المصلحة الولائية للشرطة العامة والتنظيم لأمن ولاية الجزائر لتحوّل إلى مصلحة المساس بالممتلكات بالفرقة الجنائية لقسم الوسط بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر، مفادها وجود معلومات خطيرة بخصوص قضية تزوير واستعمال المزوّر مسّت شهادات الجنسية الجزائرية استفاد منها أشخاص من أصول فلسطينية مقيمون بسوريا قصد استخراج جوازات سفر جزائرية من السفارة الجزائرية المعتمدة بسوريا· وبناء على ذلك باشرت مصالح الأمن تحديد هوية المتورط الرئيسي، ويتعلق الأمر برعية مقيم بالعاصمة السورية دمشق ذي أصول فلسطينية، كان يمتهن حرفة البناء قبل أن يتحوّل إلى مزوّر محترف ممثلا في شخص المدعو (ص·إ) الذي أسفرت جهود الأمن الجزائري عن توقيفه بتاريخ 21 جويلية 2010 بالمطار الدولي ”هواري بومدين” قادما من سوريا· وبعد إخضاعه لعملية تفتيش مدققة عثر بداخل حقيبته اليدوية على عدد معتبر من الطوابع الضريبية الجزائرية وشهادات ميلاد صادرة عن إدارات محلية جزائرية، إلى جانب وكالات عديدة وجوازات سفر تتعلق بأشخاص فلسطينيين يقيمون بدمشق السورية، حيث اعترف المتّهم الرئيسي بأنّه استقدمها معه لاستخراج شهادات الجنسية الجزائرية على مستوى محكمتي الحراش وسيدي امحمد مقابل 5 آلاف ليرة سورية عن كل عائلة، بعدما يحرر له أربابها وكالات على أساس أنّ أجدادهم ذوو أوصول جزائرية ممن هاجروا إلى جانب العلامة ”عبد الحميد ابن باديس” ليتكفل هو باستخراج شهادات الميلاد ويتوجه بها إلى مختلف الهيئات القضائية بالجزائر، وبعد حصوله على شهادات الجنسية كان يعود بها إلى سوريا ويسلّمها لأصحابها ليتقدموا لتسجيل أنفسهم أمام القنصلية الجزائريةبدمشق والهيئة العامة للاجئين الفلسطينيينبدمشق والسفارة الجزائرية المعتمدة بالأردن بغرض الحصول على وثائق الهوية الجزائرية لحوالي ألفي شخص من الاستفادة من الجنسية الجزائرية· ومن المقرر أن تصدر في حقهم العدالة الجزائرية أوامر بالقبض· كما كشفت التحقيقات، أنّ المتهم الرئيسي وبالأسلوب الاحتيالي نفسه، مكّن ما يزيد على 60 شخصا من أفراد عائلته وأقاربه من الجنسية الجزائرية· أمّا فيما يخص شهادات الميلاد وأصحابها، فقد اعترف المتهم، حسب المصادر التي أوردت المعلومات، بأنّه استخرجها من مصالح الحالة المدنية لبلديات ولايات البويرة، تيزي وزو، فالمة وأم البوافي بتواطؤ من بعض موظفيها دون قيد شهادات الميلاد بسجلات الحالة المدنية، كما كان يستخرجها من المديرية العامة للشؤون القنصلية لوزارة الشؤون الخارجية بالجزائر مقابل تقديم هدايا لهم تمثلت في الحلوى الشامية ومبالغ مالية تراوحت قيمتها بين 1000 و3000 دينار· كما تأكد ضلوع رئيس مصلحة الأمن بسفارة فلسطين المعتمدة بالجزائر المدعو (ش·ع) الذي استفاد من شهادة الجنسية مستخرجة من محكمة سيدي امحمد، إلى جانب تورط صهره المدعو (ي·ف) وموظف آخر بالسفارة لإدلائهما بشهادة كاذبة، حيث تمّ إثرها توقيف مسؤول الأمن بالسفارة الفلسطينيةبالجزائر وصهره، فيما يخضع الآخر للرقابة القضائية، وإيداع عونين إداريين للحالة المدنية لبلديتي مسدور بالبويرة وسيدي نعمان بولاية تيزي وزو، مع تورط فلسطينيين آخرين موظفين بالسفارة الجزائرية المعتمدة في سوريا، ينتظر أن تشملهم التحقيقات القضائية بشأن هذه القضية التي كيّفت ضدّ الموقوفين الخمسة على أساس جناية قيادة تنظيم وتكوين جماعة أشرار من أجل التزوير واستعمال المزوّر في محررات عمومية ووثائق إدارية للحصول بغير حقّ على دمغات صحيحة خاصة بالدولة الجزائرية ووضعها واستعمالها للإضرار بمصالح الدولة، منح موظّف عمومي مزايا غير مستحقة بشكل مباشر بهدف الحصول من إدارة عمومية على مزية غير مستحقة·