شن صبيحة أمس العشرات من ضحايا حريق سوق الصفصاف بعنابة حركة احتجاجية عارمة، أقدموا من خلالها على إغلاق كل المنافذ المؤدية إلى الحي، خاصة على مستوى النقطة الدائرية التي تتوسط الطريق الذي يربط الجهة الغربية لعاصمة الولاية بوسط المدينة· وطالب المتظاهرون بالتدخل الفوري للسلطات المحلية وفتح تحقيق في أسباب اندلاع الحريق الذي أتى فجر الأحد على نحو 400 محل تجاري، غالبيتها تستغل في بيع الملابس المستعملة· اضطرت وحدات مكافحة الشغب لإعلان حالة الاستنفار والتدخل لمنع امتداد موجة الاحتجاج إلى خارج محيط حي الصفصاف خاصة بعدما أقدم المحتجون على قطع الطريق باستعمال الحجارة والمتاريس، مع منع أصحاب السيارات من التوجه نحو الحي، الأمر الذي استدعى تدخل مصالح الأمن، لاسيما أن بعض التجار المتضررين كانوا قد توجهوا مساء أول أمس الأحد إلى البلدية والولاية وطالبوا بتسوية وضعيتهم في أسرع وقت ممكن، خاصة وأن عيد الأضحى المبارك على الأبواب· وقد حاولت وحدات الأمن تفريق المحتجين باستعمال لغة الحوار والتفاوض، لكن التجار تمسكوا بمطلبهم القاضي بضرورة فتح تحقيق استعجالي في الحادثة، على اعتبار أنهم كانوا منذ الوهلة الأولى قد استبعدوا فرضية اندلاع شرارة كهربائية في إحدى الخانات التجارية، وأكدوا أن العملية مدبرة تمت بتواطؤ مع أطراف معينة، مستندين في هذا الطرح إلى الصراعات التي بلغت ذروتها وظلت قائمة بين الإدارة السابقة للأروقة والإدارة الجديدة التي كان من المقرر أن تشرع في مهامها بصفة رسمية سويعات فقط بعد الحادثة· وقد شلت الحركة المرورية ثلاث ساعات لتمسك التجار المتضررين بمطلبهم المتمثل في اتخاذ السلطات المحلية إجراءات كفيلة باستئنافهم النشاط في أسرع وقت ممكن، مع المطالبة أيضا بالتعجيل في فتح تحقيق ميداني جاد في أسباب الحادثة، قبل أن يتدخل فوج ممثل اتحاد التجار بالولاية وتكفل بالتفاوض مع التجار المتضررين بشأن وضعيتهم الراهنة ونشاطهم المتوقف، إضافة إلى الخسائر المادية الكبيرة التي تكبدوها، لأن التجار سارعوا إلى تقدير خسائر الحريق بأزيد من 3 ملايير سنتيم، لكن الضحايا طالبوا بضمانات كتابية لتعويض الخسائر التي تكبدوها، خاصة البضاعة، وكذا الخانة التي كانت مستغلة كمقر مؤقت لممارسة النشاط التجاري، ليتقرر على ضوء المفاوضات التي جرت بين الطرفين تشكيل لجنة مشتركة تتولى التحقيق في أسباب الحادثة، مع تقييم الخسائر الناجمة عنه من أجل الشروع في اتخاذ تدابير تتعلق بملفات التعويض، الأمر الذي جعل التجار يقررون وقف حركتهم الاحتجاجية ويفتحون الطريق في وجه حركة المرور· بالموازاة مع ذلك فتح تحقيق في أسباب اندلاع الحريق المهول الذي أتى على نحو 400 مساحة تجارية دفعة واحدة، وذلك باستدعاء العديد من الأشخاص والعمال الذين كانوا متواجدين بموقع الحادثة·