وصف الصحفي عبد الباري عطوان مقتل معمر القذافي بأنه “إعدام بدم بارد، يعكس رغبة دفينة بالانتقام والثأرية”. قال عطوان في افتتاحية صحيفة القدس العربي اللندني اليومية، “إن إعدام القذافي لا يمكن أن يساعد في تأسيس نظام ديمقراطي حضاري يتماشى مع تطلعات الشعب الليبي وطموحاته”، وأضاف أنها ممارسات تذكرنا بما جرى للأسرة الهاشمية في العراق بعد الإطاحة بنظامها بعد ثورة عام 1958 بقيادة المرحوم عبد الكريم قاسم ورفاقه. وقال عطوان: “الرئيس المصري حسني مبارك الذي لا يقل ديكتاتورية عن الزعيم الليبي المخلوع، عومل بطريقة إنسانية يحمد عليها المصريون، فقد أحضر إلى المحاكمة على سرير، وجرى توفير أفضل المحامين للدفاع عنه، وكذلك أبناؤه، وكبار المسئولين في نظامه الفاسد، وهذا ما كنا نتمنى أن نراه في ليبيا الثورة”. يضيف عطوان: “سمعنا عضواً في المجلس الانتقالي يطالب بإلقاء جثمان الزعيم الليبي في البحر لتأكله كلاب البحر، في مقابلة على شاشة محطة ‘العربية'، وشاهدنا آخر يصف الجثمان بأنه ‘جيفة'، وثالثاً يتباهى بأنه وجه إليه الإهانات، فهل هذا أمر يعقل وديننا الحنيف وقيمه تنص على أنه ‘اللهم لا شماتة في الموت'. ويضيف، قد يجادل البعض، وهم كثر داخل ليبيا خصوصا أن ما حدث بالأمس هو نهاية دموية لنظام دموي، ولكن الشعوب العربية تريد نهايات وردية ديمقراطية إنسانية لهذه الأنظمة الدموية، تظهر الفارق بين ممارساتها وممارسات ممثلي الثوار الديمقراطيين، فشيم القادرين المنتصرين تتلخص في الترفع عن النزعات الانتقامية الثأرية.