وثق رئيس الجمعية الدينية لمسجد “الشيخ محي الدين تشانشان” بمنطقة “أولاد يعيش” في ولاية البليدة، صلاح الدين القاسمي الحسني، رحلة تحويل وكر للرذيلة إلى بيت من بيوت الله تقام فيه الصلوات الخمس، وذلك من خلال كتاب صدر مؤخرا تحت عنوان “الشعلة المباركة لنصرة بيت الله.. يوميات كفاح”. ويتضمن هذا الكتاب الذي خصصت عائدات طبعته الأولى للمسجد، مختلف المراحل التي مر بها الشيخ في إعادة ترميم وبعث أحد بيوت الله بعدما تم العبث به وجعله، وفق الشروحات التي قدمها الشيخ في زيارة ل”البلاد”، بوقا للتحريض أثناء العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر، ووكرا لممارسة الرذيلة والفساد الأخلاقي، ومأوى لمن لا مأوى له خلال الأزمة الأمنية. ويقول الشيخ صلاح الدين القاسمي الحسني إنه قام بإعادة “إحياء المكان” وترميم ما يقارب ال 70 بالمائة من مساحة هذا المركز الإسلامي الثقافي الذي سماه “مسجد الشيخ محي الدين تشانشان”، والمقدرة مساحته ب 50 آر و48 مترا مربعا، فكان له أن حوله إلى دار ل”العبادة والسكينة والطمأنينة”. وأوضح محدثنا أن هذا الجهد هو ثمرة “حرص على تنفيذ مشروع” لم يجد آذانا صاغية من المسؤولين للمساعدة في إتمامه رغم الوعود التي تلقاها، لكنه تجسد بإمكانيات بسيطة ومعونة من المحسنين من أجل “نصرة بيت الله”. ويتحدث ضيف “البلاد” عن مرحلة الافتتاح والترميم التي اصطدمت، كما يقول، بتعنت الجهات المخولة بالدعم والتمويل، وذلك بداية بأول مراسلة رفضها والي ولاية البليدة قدمها له رئيس لجنة المسجد الأول، ومرورا بالمسؤولين المحليين، فالسلطات العليا التي رسخت لدى محدثنا قناعة بعدم تحمسهم للمشروع الذي لخص جميع مراحله في كتابه الذي يتضمن العديد من الوثائق والصور والمراسلات كان الشيخ قام بها للوصول بمشروعه الخيري إلى بر الأمان. وفي السياق ذاته، يقول القاسمي، إنه وجد أمامه الكثير من الصعوبات في إجراءات التنفيذ وتبني “المساعي النبيلة”، إلى أن تم إخلاء المسجد بقرار من الوالي، وترحيل ما يقارب 23 عائلة كانت “تحتله”، ويشرع بعدها في عملية الترميم بإيعاز من المحسنين فقط، وذلك من خلال تذليل بعض الصعاب، فأقيمت أول صلاة للمغرب لاحقا بتاريخ ال 25 ديسمبر 2006. وهنا، يقول المتحدث إن علامات “الركود الإداري” بدأت تتلاشى أمام هذا “الانتصار” الذي تحقق بإمكانيات بسيطة وعزيمة كبيرة تبعث الأمل في النفوس الخيرة الراغبة في عمل الخير، كما جاء على لسانه. ولأن القاسمي كان يطمح إلى أبعد مما وصل إليه مشروع المركب الثقافي الإسلامي؛ راح يفكر في تنويع مصادر تمويله، إلى جانب مساعدة المحسنين التي لم تكن كافية، إذ كانت مرهونة بظروف أصحابها التي تتأرجح بين العسر واليسر أمام مشروع قدرت ميزانيته ب15 مليار سنتيم. وأوضح المتحدث أنه صار يبحث عن مصادر أخرى للتمويل والنهوض ب”مشروعه الإنساني” من خلال طلب الدعم المادي من الدولة نظرا لأهمية المسجد الذي يعتبره “صرحا لا يتوقف عند حدود المسجد بل يتعدى ذلك إلى مركب إسلامي يتوافق مع موقع المنطقة والكثافة السكانية”. من ناحية أخرى، يضم مشروع المركب الثقافي الإسلامي، وفق الشروحات التي يقدمها كتاب “الشعلة المباركة لنصرة بيت الله.. يوميات كفاح”، أربعة أقسام لتعليم القرآن الكريم وأخرى تحضيرية ومكتبة وقاعة محاضرات وأخرى متعددة الخدمات، وقسمين لتعليم الإعلام الآلي و6 محلات تجارية وقف للمسجد، وقاعة للعلاج، وكل ذلك بتكلفة تفوق ال15 مليار سنتيم.