اللقاء سيطبّع العلاقات مع قادة ليبيا الجدد أنهى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مسلسل التكهنات والقراءات حول العلاقات بين الجزائر والسلطة الجديدة في ليبيا ممثلة في المجلس الانتقالي، وذلك بعناق ومصافحات ”تاريخية” جمعته بمصطفى عبد الجليل على هامش أشغال أول قمة لمنتدى رؤساء دول وحكومات البلدان المصدرة للغاز الطبيعي عقدت أمس في الدوحة· وتناول الرئيس بوتفليقة الذي ظل مبتسما طيلة اللقاء الثلاثي الذي حضره أمير قطر، العلاقات الثنائية بين الدوحةوالجزائر، وتطورات الأوضاع في المنطقة العربية في ظل ما صار يعرف إعلاميا ب”الربيع العربي”· وجرى خلال اللقاء الذي بادر به أمير قطر، حمد بن خليفة آل ثاني، وفق تعبير وكالة الأنباء القطرية الرسمية، بحث العلاقات الليبية الجزائرية بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي وتولي المجلس الانتقالي مقاليد السلطة بعد ثورة مسلحة قادتها المعارضة و”مساندة” لافتة من قبل ”حلف شمال الأطلسي”· ويعد هذا اللقاء الأول من نوعه على مستوى العلاقات الجزائرية الليبية منذ إنشاء المجلس الانتقالي الذي كانت الجزائر آخر من يعترف به في المنطقة، قبل أن تفعل ذلك بصفة ”ضمنية”، ودون إعلان رسمي من خلال المشاركة في مؤتمر باريس سبتمبر الماضي، بينما تحدثت وزارة الخارجية مرارا عن وجود لقاءات رسمية واتصالات بين البلدين بعد سقوط العقيد، في حين تحدثت تقارير عن زيارة لوفد رفيع من ”الانتقالي” إلى الجزائر لدفع الأمور إلى ”ما يليق بالروابط التاريخية بين الجارين”، وهي الزيارة التي لم تتم إلى غاية الآن· وفي السياق ذاته، شهدت العلاقات بين الجزائر وليبيا ما بعد القذافي منحى خطيرا بعد بروز قضية ”المرتزقة” التي فجرت الموقف واتهمت الجزائر حينها بدعم القذافي و”الوقوف ضد إرادة الشعب الليبي في التغيير والحرية”، ثم أتت لاحقا قضية استضافة أفراد من عائلة القذافي التي بررتها الجزائر ب”دوافع إنسانية” لم يستسغها ”ساسة ليبيا الجدد”· وإن كانت تلك الاتهامات لم تجد إثباتا وتبين لاحقا، وفق اعترافات مسؤولين غربيين من دول ”الناتو” أنفسهم، أنها غير صحيحة، إلا أنها شكلت ”عثرة” أمام اعتراف الجزائر بالمجلس الانتقالي بعد نجاح ”الثورة”· وهنا حاول الوزير مراد مدلسي أن يضع الأمور في سياق ”رغبة الجزائر في تشكيل حكومة توافقية تجمع كافة الأطراف والقبائل الليبية”، نافيا أن نية للوقوف ضد ”ثورة 17 فبراير”· من ناحية أخرى، أوضح الرئيس بوتفليقة في كلمة ألقاها خلال أشغال منتدى رؤساء دول وحكومات البلدان المصدرة للغاز الطبيعي، أن الجزائر تقيدت دوما بالتزاماتها إزاء شركائها سواء بالنسبة للغاز أو البترول، وهو ما منحها مصداقية في الساحة الدولية، مضيفا أن ”الجزائر لن تحيد عن هذا النهج فيما يخص تلبية طلب البلدان المستهلكة”· ورأى رئيس الجمهورية أنه ”لا بد أن يكون استقرار مداخيلنا لمحصلة من المحروقات واستقرار قدرتها الشرائية من حيث أنهما يشكلان أحد المقاليد الأساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لمعظم بلداننا نتاج مقاربة هيكلية وألا يعرضا بصفة منهجية لمخاطر التقلبات الظرفية”، على حد تعبيره·