تعيش تحت رنة هاتف وقد اوصل قلبها بمصل هاتفي في انتظار دقة الرحمة كنوع من الموت الرحيم·· دقة الرحمة التي تحل على المراة العشيقة كما تحل الجنية على السندريلا ليلا·· حين تنام الزوجة المغدور بها وقد وشت عيناها اللتان لم تناما بخسارتها لزوج هرب إلى أحضان عشيقة ليطمئن على رجولته في حضن نساء المصادفات·· المرأة الزوجة والمرأة العشيقة وجلاد اسمه الرجل وسؤال محير: إلى متى تتآمر النساء على كرامتهن رغم علمهن أن من أدخلهن في صراع الديكة هو ذلك الجلاد المتصارعات على اكتساب وده·· العشيقة·· الزوجة والضرة·· ثالوث يصنعه الرجل صدفة أو عن سابق تخطيط·· امراتان على ضفة نهر الحياة·· ينتظران قارب نجاة واحد·· والغريب أن هذا القارب مبرمج على أن يحمل واحدة فيما يرمي الثانية في جوف النهر·· كثيرون منا يصبون جام غضبهم على العشيقة فهي الطرف الظالم في هذه المعادلة الثلاثية· بينما تعتبر هذه الأخيرة ضحية أولى في العديد من الأحيان وقعت في شباك رجل كاذب أوهمها بأنه أعزب وحين عرفت الحقيقة كانت قد غرقت دون أن تجد طوق نجاة تتشبث به في بحر الهزيمة
خيانة الرجل·· دمار يعادل القنبلة الذرية
أصبحت امرأة بائسة·· انتظرته لساعات وساعات عيناي اللتان لم تناما مذ شمت رائحة الخيانة·· خداي اللذان شقت فيهما الدموع سواق جعلتني أخجل من رؤية وجهي في المرآة وأرى نفسي وهي تحتقرني وتستضعفني، تشعرني بالقرف بالغثيان من حالة الهستيريا التي أوصلني إليها ذك الخائن·· عيناي ذبلتا من فرط بكائي السري·· تصوروا·· حتى وهو يحطمني خفت على مشاعره·· تحول ذلك الكم الهائل من الحب والأحاسيس التي جابهت بها أهلي ذات يوم وتحديت والدي لأتزوج هذا الرجل إلى أحاسيس موجعة قاتلة تحتل كل جزء من كياني·· يأتي مبتسما بعد كل مكالمة هاتفية أجراها بعيدا عني في المستودع متظاهرا بأنه سمع حركة غريبة وخشي أن يكون اللصوص قد تسللوا إلى المنزل·· كان هو اللص الأكبر حطمني دمرني·· الآن أصبح وقحا المكالمة تجري وأنا أمامه·· بجانبه وحين أعبر عن تذمري يقول ”عجبك الحال راكي قاعدة ما عجبكش الباب قدامك”· أصبحت أشلاء امرأة·· لقد تآمر علي هو والقدر وعشيقته·· حتى والدي دخل في مؤامرة الصمت ضدي وكان كلما قصدته أرجعني إلى منزلي، بدعوى أنني لا يمكن أن أترك هذا الرجل الغني نظير حماقات امرأة·
العشيقة·· أو عندما يتحول الرجل المجروح إلى غنيمة نسائية
”لقد أهملتني·· لم يحدث وأن رأيتها تتجمل لأجلي·· أقسم أني كنت أنتظر بفارغ الصبر ذهابها للعرس حتى أراها بأناقة لم أعهدها بها أنا زوجها الفقير إلى اللّه·· أقول متسائلا: لماذا لا تتجملين لي؟ فكانت ترد: ”أرواح طيب ونظف وخاطيك نماكييلك كل يوم”، فكنت ألتزم الصمت خوفا من الرد الصاعق·· كانت تستفزني·· تذكرني دوما بأنها ”لو كانت الدنيا تمشي صح ماكانتش تتزوجني”، حاولت أن أثبت أن مستواها الثقافي الرفيع لا يجعلني أقل منها شأنا، حتى في تربية الأبناء كانت تحرمني منها مدعية جهلي بأصول التربية الحديثة·· أفقدتني ثقتي في نفسي فكنت إن سعيت وراء أخرى تقدرني·· لقد أحببتها· نعم كانت زميلتي في العمل ولا تزال·· أنتظر بفارع الصبر ذهابي للعمل لأراها هروبا من جحيم من اخترتها شريكة حياتي·
المرأة العشيقة·· الصيادة أم الطريدة
”بدأت قصتي معه حين رأيته أول مرة·· كان وسيما بشنبه الأسود شعره الفاحم، لباسه الأنيق الذي بقدر ما تشي بثرائه تشي بإتقانه علم النساء·· قررت دخول المغامرة·· ظننت نفسي أقدر على هذا الرجل·· لكني وقعت في حبه·· حين تحب المراة تنسى أن لها عقلا، بل تطرده بلا هوادة·· جعلني أشعر بأني ملكة·· كان الرجل الوحيد في حياتي وقد نظفت ذاكرتي من بقايا رجال أدخلتهم في خانة مجهولي الهوية وقد عثرت أخيرا على رجل حياتي·· كان ثريا في المال وثريا في الحب وثريا في الإهانة أيضا·· بدأت قصتي معه برنات هاتقف فمكالمات لساعات تبدأ حياتي حين يخرج من بيته وتنتهي حين يدخله·· ثم أصبحت موصولة بمصل هاتفي·· أنتظر رنة الرحمة حتى تعود إلي شرايين الحياة· دقة الرحمة كانت حين تنام زوجته فيتذكرني وكثيرا ما فاجأته وهو يحدثني فلا يجد بدا من أن يقطع المكالمة لأدخل أنا في جحيمه·· حاولت أن أبتعد لكن إدمانه سرى في شراييني·· واكتسى كرياتي الدموية·· كان علي ان أتعايش مع الداء أو اختار الموت الرحيم الذي كانت تهبني إياه دقات هاتفه اللعين·· كثيرا ما حاولت أن أنزع ذلك المصل الهاتفي، أن أرمي به بعيدا، لكني كنت أخشى أن ضمادات الدنيا كلها لن توقف نزيف الجرح الذي أحدثه المصل·· تحولت في نظره إلى سيجارة يتعطش لتدخينها·· ويتفنن في نسف دخانها ثم يسحقها برجله خوفا من أن يلتقطها ابنه ”نسيم” من بعده·· بينما أصبحت أرى زوجة ”علي” وكأنها غليون عتيق يحرص دائما على تنظيفه بحذر خشية أن يتضرر خشبه ثم يضعه في جيب سترته الأمامي ليذكره دوما بأنه لا مفر مني، فأنا ”البريستيج” وأنا المظهر وأنا واجهتك نحو العالم الخارجي وما السيجارة ”أنا” إلا نزوة سرعان ما سيسحقها بقدمه· تهت بين مواصلة العذاب وبين عذاب ترك علاقة اقتحمت حياتي حد الإدمان·· أحببته أكثر منها، هي زوجته بل أكثر من نساء الدنيا·· لكنه جعل مني وتد شجرة لا تزهر بعد أن أصاب عروقها طيش فلاح حديث العهد بعالم الأشجار ورعايتها·