قال الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي أمس، إن دمشق ردت إيجابا على مبادرة جامعة الدول العربية المقترحة بشأن إرسال مراقبين، وتوقع أن يكون التوقيع على المبادرة قريبا، بينما أوضحت مصادر أن الجامعة بصدد دراسة تفاصيل الرد السوري. وأكد مقدسي للصحفيين في دمشق أن “الحكومة السورية ردت بإيجابية على موضوع المبادرة التي تهدف إلى إنهاء ثمانية أشهر من العنف في سوريا وفق الإطار الذي يستند إلى الفهم السوري لهذا التعاون”، مضيفا أنه من المقرر التوقيع على البروتوكول قريبا، و”الطريق بات ممهدا للتوقيع حفاظا على العلاقات العربية وحرصا على السيادة السورية”. وقال المسؤول السوري إن وزير الخارجية وليد المعلم أرسل مساء أول أمس، رسالة إلى الجامعة العربية بهذا الشأن. وكانت الجامعة العربية أمهلت دمشق حتى يوم الأحد لتوقيع بروتوكول بعثة مراقبي الجامعة لتقصي الحقائق، الذي طلبت دمشق استفسارات بشأنها. وفي ختام اجتماع في الدوحة السبت الماضي، قال رئيس اللجنة الوزارية العربية رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني “اتصلنا أثناء الاجتماع بدمشق وأجبنا على الاستفسارات التي قدموها فورا، وطلبنا أن يأتوا غدا للتوقيع ونحن ننتظر الجواب”. وحذر حمد بن جاسم من أن استمرار الوضع الحالي “سيخرج الأمر من السيطرة العربية”. وينص البروتوكول على “وقف كافة أعمال العنف من أي مصدر كان حمايةً للمواطنين السوريين، والإفراج عن المعتقلين بسبب الأحداث الراهنة، وإخلاء المدن والأحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة”. كما يقضي بنشر مراقبين من الجامعة وفتح المجال أمام منظمات جامعة الدول العربية المعنية ووسائل الإعلام العربية والدولية للتنقل بحرية في جميع أنحاء سوريا للاطلاع على حقيقة الأوضاع ورصد ما يدور فيها من أحداث”. وفي الأثناء، قالت سوريا أمس، إنها أجرت مناورات لقواتها “الصاروخية” بهدف البقاء على أهبة الاستعداد واختبار قدرة الصواريخ وجاهزيتها “في التصدي لأي عدوان”. وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي أنها “مناورات روتينية ومحددة مسبقا لا نوجه رسائل بل هذه المناورات هي للبقاء على أهبة الاستعداد”، مضيفا أن “سوريا تعيش في محيط معقد وبالتالي هذه الأمور روتينية ومطلوبة وأطمئنكم بأنها كانت مناورات بكفاءة عالية”. وفي السياق ذاته، قال دبلوماسيون إن عشرات من نشطاء حركة حماس عادوا بهدوء من دمشق إلى قطاع غزة مع إقدام الحركة الإسلامية على خفض وجودها في سوريا تحسبا للمستقبل الغامض للرئيس السوري بشار الأسد. ويتمسك قادة حماس رسميا بنفيهم مغادرة العاصمة السورية حيث يوجد المقر الرئيسي للحركة خارج قطاع غزة، لكن مصادر دبلوماسية وإقليمية قالت إن وجود حماس في دمشق الذي كان يقدر بمئات المسؤولين الفلسطينيين وعائلاتهم قد انخفض إلى بضع عشرات. وقال مصدر مخابرات إقليمي في تصريحات لوكالة “رويترز” إن مغادرة ناشطي حماس لسوريا تسارع بعد تعليق الجامعة العربية لعضوية سوريا الشهر الماضي بسبب حملتها الأمنية العنيفة ضد المحتجين المطالبين بسقوط الأسد. من ناحية أخرى، قال نشطاء إن 12 على الأقل من أفراد الشرطة السرية السورية انشقوا عن مجمع للمخابرات فيما وصف بأنه أول انشقاق كبير في جهاز يمثل أحد أعمدة حكم الرئيس بشار الأسد. وأضافوا أن قتالا بالأسلحة اندلع أثناء ليلة أول أمس، بعد أن فر المنشقون من مجمع مخابرات القوات الجوية في مدينة إدلب على بعد 280 كيلومترا شمال غربي دمشق وقتل عشرة أشخاص من الجانبين أو أصيبوا. وفي تطورات الوضع ميدانيا، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن أربعة مدنيين قتلوا برصاص قوى الأمن بمحافظة حمص وسط معلومات عن حملة تشنها الأجهزة الأمنية في محافظتي ريف دمشق وإدلب القريبة من الحدود مع تركيا بحثا عن عناصر أمنية أعلنت في وقت سابق انشقاقها عن النظام. وأوضح بيان للهيئة العامة للثورة السورية إن أربعة مدنيين قتلوا في دير بعلبة بمحافظة حمص برصاص الأمن السوري ثلاثة منهم من عائلة هلال. ولم تتأكد هذه المعلومات من مصدر مستقل