أنهى قادة دول الخليج مساء أمس في الرياض، قمتهم التي أثارت من حولها الكثير من الجدل، خصوصا أنها تأتي في ظروف وصفت ب”الحساسة”. ولم يتمكن المغرب والأردن من الحصول على رد “شاف” على طلب الانضمام إلى مجلس التعاون الذي راهن عليه نظام “المخزن” كثيرا في الفترة الأخيرة، ذلك أنه يمنح، وفق تحليلات مراقبين، “عودة قوية” من خلال الاستفادة من “مال” و”نفوذ” الخليجيين. وجاء رد قادة مجلس التعاون “ضبابيا” يكتنفه رفض مبدئي، حيث قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني إن القمة الخليجية بحثت كل التطورات في الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية والدفاعية لدول المجلس، موضحا أن التوصيات في شأن عضوية المغرب والأردن خلصت إلى إنشاء صندوق خليجي لدعم التنمية في الأردن والمغرب. وأعلن قادة دول مجلس التعاون الخليجي في ختام قمتهم العادية بالرياض بعد ظهر أمس، “تبني” اقتراح العاهل السعودي الانتقال إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد لمواجهة “التحديات”، عبر تشكيل هيئة تتولى تقديم التوصيات الخاصة بذلك. وقال الأمين العام للمجلس، عبد اللطيف الزياني، إن القمة قررت “تبني مبادرة الملك عبد الله لتشكل دول المجلس كيانا واحدا لمواجهة التحديات”، مضيفا أن زعماء دول الخليج “إيمانا منهم بأهمية المقترح وإيجابيته لشعوب المنطقة وبعد تبادل الآراء وجهوا المجلس الوزاري بتشكيل هيئة متخصصة لدراسة المقترحات التي تم تداولها”. وتابع الزياني أن “الهيئة ستقدم تقريرا أوليا في مارس 2012 إلى المجلس الوزاري لرفعها إلى القادة على أن ترفع توصياتها النهائية إلى اللقاء التشاوري للقادة”. من ناحية أخرى، بحث القادة شؤون السوق الخليجية المشتركة خصوصا الاتحاد الجمركي والاتحاد النقدي في ظل استمرار تعثرهما. وفضلا عن الهموم الخليجية، طغت على أعمال القمة الاضطرابات في الدول المحيطة والمخاوف من ازدياد النفوذ الإيراني خصوصا في ظل الانسحاب الأمريكي من العراق وتداعيات ما قد يسفر عنه من فراغ أمني. ومن جانبه، قال الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، في مؤتمر بعد ختام أعمال القمة الخليجية إن من أهداف تدخل الجامعة العربية حل القضايا العربية عربيا. وحول الشأن السوري أكد الفيصل أن سوريا وافقت على البروتوكول ولم توافق على المبادرة العربية، موضحا أنه لا يريد أي أحد أن يؤذى أحد من أفراد الشعب السوري. وتابع أن الذي سينقل الأمر إلى المنظمات الدولية سوريا وليس نحن إذا رفضت الحل العربي، وأن الحل العربي هو أفضل حل للأزمة في سوريا، معلنا أن الأمل في أن يكون التوقيع على البروتوكول الخطوة الأولى في تنفيذ المبادرة. وحول أحداث مصر قال الفيصل إن مصر في قلب العرب، وهي أكبر وأهم دولة عربية. واعتبر الفيصل أن إيران دولة جارة، وذات حضارة وذات إمكانيات، ونأمل أن تكون العلاقات بين دول المجلس وإيران على أحسن ما يرام.