تشهد تجارة الجملة للألعاب النارية في قصبة بالجزائر العاصمة، رواجا كبيرا بالرغم من عمليات الحجز التي قامت بها مصالح الجمارك بميناء العاصمة وحظر بيعها طبقا للقانون المؤرخ في سنة 1963 الذي ما يزال ساري المفعول، مع اقتراب إحياء المولد النبوي احتفالا بهذا الحدث الديني وهكذا تحول حي علي عمار بالقصبة السفلى بالجزائر العاصمة منذ أسابيع إلى سوق للجملة للألعاب النارية مفرقعات وصواريخ نارية وغيرها، لتحل مؤقتا محل التجارة الموازية للملابس على طول 300 متر وتتراوح الأسعار بين 200 دج و1700 دج حسب طبيعة اللعبة النارية وحجم الحزمة· كما تباع حزمة فشيطانةف من 40 وحدة بالجملة بين 500 و520 دج فيما تباع حزمة فزيدانف عشر وحدات ب 750 دج· أما المفرقعات الصغيرة العادية فتعرض ب 10دنانير للوحدة ولا تباع إلا بعلبة 70 إلى 100 وحدة· وتعد المفرقعة المزدوجة المنتوج الأكثر طلبا بشارع علي عمار بالقصبة السفلى لأنها عندما تنفجر تحدث دويا كبيرا كالقنبلة الحقيقية وتعرض المفرقعة المزدوجة بقيمة 500 دج للعلبة المتكونة من 12 مفرقعة ويكثر الطلب على هذا النوع من المفرقعات في مثل هذه المناسبات· وتمت الإشارة إلى أن البائعين بالتجزئة لهذه المفرقعات قد بدأوا ينتشرون في الأحياء ولقد بدأ استعمال المفرقعات منذ أسبوعين في شوارع العاصمة ليزداد مع اقتراب يوم الاحتفال بالمولد النبوي وبقلب العاصمة نرى مشاهد لأطفال يتقاذفون مفرقعات صغيرة وسط إزعاج المارة أمام هذه الظواهر التي لا تخلو من المخاطر، وبالرغم من وعيهم أن نشاطهم غير قانوني إلا أن هؤلاء التجار أكدوا أنهم لا يشكلون محل إزعاج بسبب بيعهم لهذه المنتوجات أو لاحتلالهم الطريق، حيث تجدر الإشارة إلى أن شارع علي عمار يكاد يغلق أمام حركة المرور طوال اليوم بسبب هؤلاء التجار غير القانونيين· وصرح أحد البائعين الشباب فما دام هناك من يشتري المفرقعات فلن نتوقف عن تسويقهاف، معتبرا على غرار باعة الأرصفة الأخرين أن مسالك التموين بهذه السلعة تحظى بالسر المهني إلا أن هناك كلمة يتم تداولها في كل مرة في الأحاديث ضمن المجموعة أو في المكالمات الهاتفية ألا وهي المينا بميناء الجزائر· فعلا فقد حجزت مصالح المراقبة للمديرية الجهوية للجمارك بميناء الجزائر خلال شهر جانفي 2012 حوالي 275 طنا من الألعاب النارية· ويتم عادة حسب التوضيحات التي قدمها المهنيون في مجال العبور البحري استيراد المفرقعات من الصين بسجلات تجارية مستعارة وتكون مخبأة في أغلب الأحيان في حاويات السلع التي تشكل محل تصريح كاذب· وحسب تقديرات مصالح الجمارك تبلغ الأرباح المحققة من بيع حاوية من المفرقعات بقيمة 2 مليون دج حوالي 28 مليون دج وأكد أحد الباعة الذي اعتاد على مثل هذا النشاط غير القانوني أن فهناك دائما عمليات حجز بميناء الجزائر وهذا لم يمنع أبدا بيع هذه المنتوجات سواء أكان في القصبة أو في غيرها ويبقى الاحتفال بالمولد النبوي يبعث أحيانا على الخوف بحيث عادة ما تحدث كوارث مأسويةئ فاستعمال المفرقعات يشكل خطرا على حياة الأشخاص كما أنه يمكن أن يكون سببا في اندلاع حرائق أو يتسبب في حروق ناهيك عن أنها تحدث دويا كبيرا مما يشكل إزعاجا للمواطنين· وحذرت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات المواطنين من أخطار استعمال المفرقعات والألعاب النارية داعية إياهم إلى التحلي باليقظة لتفادي أضرار هذه المنتوجات على صحتهم ·