أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس، أن السلطات السورية موافقة على بدء محادثات غير رسمية مع المعارضة في روسيان وقالت في بيان لها “اقترحنا على السلطات السورية وعلى المعارضة إرسال ممثليهم إلى موسكو لإجراء اتصالات غير رسمية.. وتلقينا جوابا إيجابيا من قبل السلطات السورية”. وأضافت الوزارة أن المعارضة السورية إذا وافقت على الدعوة “تكون قدّمت المصالح العليا لشعبها على أية اعتبارات أخرى”. وفي الأثناء، كشفت صحيفة “ديلي ميل” في عددها الصادر أمس، أن بريطانيا تدفع الأممالمتحدة للتوصل إلى اتفاق لإجبار الرئيس السوري بشار الأسد على التنحي عن منصبه خلال أسبوعين، ووقف إراقة الدماء التي تمزّق بلاده. وقالت الصحيفة إن مجلس الأمن الدولي قد يصوّت على قرار يطلب من الرئيس الأسد تسليم صلاحياته إلى نائبه وإفساح الطريق أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية، وأكد السفير البريطاني لدى الأممالمتحدة مارك ليال أن هناك دعما قويا جدا لهذا التوجه. وتعارض روسيا والصين، اللتان استخدمتا حق النقض “الفيتو” ضد قرار لمجلس الأمن حول سوريا في تشرين أكتوبر الماضي، أي محاولات حتى الآن للتدخل ضد نظام الأسد، لكن ارتفاع عدد القتلى في الأيام الأخيرة كثّف الضغوط على الأممالمتحدة لفرض التغيير. وأضافت الصحيفة أن توصيات جامعة الدول العربية، والتي تقل قليلاً عن الدعوة للتدخل العسكري في سوريا، تشكّل الأساس لمشروع القرار الذي قدمه المغرب إلى الأممالمتحدة، وستكون الخطوة المقبلة عقد اجتماع للخبراء من بعثات الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجلس الأمن الدولي. من ناحية أخرى، اندلعت معارك في الشوارع أمس، قرب العاصمة السورية دمشق في الوقت الذي تسعى فيه القوات التابعة للرئيس السوري بشار الأسد لتعزيز قبضتها على ضواح كان المسلحون قد سيطروا عليها على بعد كيلومترات معدودة من مقر سلطة الأسد. وقال نشطاء إن القوات السورية انتزعت السيطرة على حمورية وهي واحدة من عدة أحياء استخدمت فيها القوات السورية العربات المدرعة والمدفعية لإجبار المسلحين على التقهقر بعد أن تقدموا لمسافة لا تبعد عن دمشق سوى ثمانية كيلومترات. وقال ناشط إن الجيش السوري الحر الذي يضم منشقين عن الجيش السوري النظامي والذين تجمعوا بشكل فضفاض تحت لواء الجيش السوري الحر الذي تربطه علاقات مع المعارضة السورية المنقسمة شن هجمات متفرقة على القوات الحكومية التي تقدمت عبر حي سقبا الذي سيطر عليه المسلحون قبل أيام معدودة. وقال “قتال الشوارع مندلع منذ الفجر”، مضيفا أن الدبابات تتحرك عبر شارع رئيسي في وسط الحي وأن “صوت إطلاق النيران يتردد في كل مكان”.