توفي ظهيرة أمس الاثنين، بمستشفى عين النعجة العسكري، المناضل الكبير الأستاذ عبد الحميد مهري عن عمر يناهز ال 86 سنة بعد معاناة مع المرض. وقالت مصادر مقربة من عائلة الفقيد ل”البلاد”، إن عبد الحميد مهري فارق الحياة ظهيرة الاثنين بالمستشفى العسكري بعين النعجة بعد صراع مع المرض ألزمه الفراش طيلة الأسابيع الأخيرة. ويعد مهري من أهم الشخصيات السياسية الجزائرية، التي عايشت فترات ما قبل الثورة التحريرية والكفاح المسلح، وكذا مرحلة ما بعد الاستقلال كما كان له تواجد على الساحة العربية كسفير ورئيس للمؤتمر القومي العربي. وولد عبد الحميد مهري في 3 أفريل 1926 بدائرة الخروب، ولاية قسنطينة ونشأ في وادي الزناتي، حيث حفظ القرآن وتلقى أول دروسه. ويحظى مهري باحترام كبير في الأوساط السياسية والشعبية في الجزائر، بسبب مواقفه النضالية. وانخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري ثم حركة انتصار الحريات الديمقراطية، اعتقل في نوفمبر 1954 وبقي في السجن إلى أفريل 1955، بعد أشهر عيّن ضمن وفد جبهة التحرير الوطني بالخارج، وشغل منصب عضو في المجلس الوطني للثورة الجزائرية، ثم في لجنة التنسيق والتنفيذ وعند تشكيل الحكومة المؤقتة شغل منصب وزير شؤون شمال إفريقيا في الأولى، ومنصب وزير الشؤون الاجتماعية والثقافية في التشكيلة الثانية. عرف بمشروع يسمّى باسمه؛ هو مشروع مهري للرد على مشروع ديغول. بعد الاستقلال عُين أمينا عاما لوزارة التعليم الثانوي 19651976، ثم وزير الإعلام والثقافة في مارس 1979 ثم سفير الجزائر في فرنسا 19841988 ثم في المغرب حتى استدعائه إلى الجزائر وتوليه منصب الأمانة الدائمة للجنة المركزية، ثم منصب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الذي استقال منه عام 1996 بعد ما يعرف بالمؤامرة العلمية التي أطاحت به من قيادة الأفلان. وبقي مهري منذ تلك الفترة بعيدا عن النشاط الحزبي، رغم قيادته لمبادرات سياسية على الساحة الوطنية. وتفرغ الرجل في السنوات الأخيرة للعمل الفكري والنضالي لدعم القضايا العربية. ع.س قال إن اختصار الإصلاحات في تغيير المواد يُفرغها من محتواها رحل الرجل.. حاملا معه أسرار الثورة والاستقلال يعد المرحوم عبد الحميد مهري، وفق رأي كثيرين، تاريخا قائما بذاته، أو نافذة تختصر أهم التحولات التي عرفتها الجزائر بعد تفجر ثورة التحرير وصولا إلى الاستقلال وما بعده. وعاصر أهم اجتماعات قادة الثورة، لكنه اختلف مع بعضهم لاحقا على الأسلوب. تولى وزارة الإعلام وعمل في الصحافة والتعليم، وكان سفيرا في المشرق العربي وأوروبا، ليصل بعد ذلك إلى الأمانة العامة لحزب جبهة التحرير الوطني الذي قاد الجزائر منذ عام 62 حتى التعددية السياسة قبل التسعينات. ولد هذا الرجل المثقف والسياسي والمجاهد المعروف بميولاته القومية العربية، في الثالث أفريل 1926 بالخروب في قسنطينة، ونشأ في وادي الزناتي أين حفظ القرآن الكريم وتلقى أولى دروسه. انخرط الراحل في صفوف حزب الشعب الجزائري ثم حركة انتصار الحريات الديمقراطية، واعتقل في نوفمبر 1954 وبقي في السجن حتى أفريل 1955، بعد أشهر عين ضمن وفد جبهة التحرير الوطني بالخارج، وشغل منصب عضو في المجلس الوطني للثورة، ثم في لجنة التنسيق والتنفيذ. وشغل منصب وزير شؤون شمال إفريقيا عند تشكيل الحكومة المؤقتة الأولى، ثم وزيرا للشؤون الاجتماعية والثقافية في التشكيلة الثانية، وعرف بمشروع يسمى باسمه هو مشروع مهري للرد على مشروع ديغول. وبعد الاستقلال عُين الراحل أمينا عاما لوزارة التعليم الثانوي 19651976، ثم وزيرا للإعلام والثقافة في مارس 1979 ثم سفير الجزائر في فرنسا 19841988 ثم في المغرب حتى استدعائه إلى الجزائر وتوليه منصب الأمانة الدائمة للجنة المركزية ثم منصب الأمين العام للحزب. وفي السياق ذاته، يشكل رحيل عبد الحميد مهري خسارة كبيرة للتاريخ الجزائري، فالرجل رحل حاملا معه كثيرا من الأسرار والوقائع التي كان شاهدا عليها أو صانعا لها خلال وبعد الثورة التحريرية. وكان مهري قد أعلن بصفة ضمنية في لقاء بالإذاعة الوطنية سنة 2007، أنه بصدد الشروع في كتابة مذكراته، إلا أن المشروع لم يتحقق، لتطوى صفحة أخرى من تاريخ الجزائر دون أن تنال حظها من التوثيق. ورغم هذا، كتب الراحل عشرات المقالات وشارك في ندوات كثيرة تحدث خلالها عن مواقفه وخلافاته مع قادة الثورة وحتى اتفاقه معهم كما تحدث الرجل المثقف عن تهميش المثقفين بعد الاستقلال، قائلا بعد 1962 وقع تغيير في الإستراتيجية، فبعد أن اعتمدت الثورة على جميع القوى، اتضح أن المجال لم يعد مفتوحا إلا على جماعة من المخلصين.