أضرم مجهولون النار في مبنى تابع لمصلحة الضرائب بوسط القاهرة في الساعات الأولى من صباح الأحد، في الوقت الذي تشل فيه الاحتجاجات وسط القاهرة لليوم الرابع على التوالي، بينما دعت شخصيات عامة الى سرعة نقل السلطة للمدنيين· ولم يتضح من يقف وراء الهجوم الذي بث التلفزيون الرسمي لقطات منه بعد منتصف الليل، بينما ألقت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية باللائمة على ”مجهولين·” ويقع المبنى على مقربة من وزارة الداخلية هدف الموجة الأخيرة من الاحتجاجات ضد الحكومة التي يقودها الجيش والتي تفجرت عقب مقتل 74 شخصا في أعمال عنف تلت مباراة لكرة القدم بين فريقي الأهلي والمصري بمدينة بورسعيد يوم الأربعاء الماضي· وقتل سبعة أشخاص في احتجاجات حول الوزارة منذ يوم الخميس وقتل خمسة آخرون في مظاهرات بمدينة السويس· ووقعت اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن يوم السبت رغم جهود من قبل نشطاء لوقف العنف· وألقى شبان الحجارة على الشرطة التي ردت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم· وقالت وزارة الداخلية إن الشرطة تحاول حماية مبنى الوزارة· ويحمّل المتظاهرون الشرطة مسؤولية قتلى بورسعيد· وكثرت التكهنات حول سبب كارثة بورسعيد التي تعد الأكثر دموية في تاريخ الكرة المصرية حيث يعتقد البعض ان بقايا النظام السابق هي من اثارت العنف الذي سبب تزاحما ضمن مؤامرة لنشر الفوضى للتأكيد على استمرار نفوذهم، بينما قال وزير الداخلية إنه ناجم عن استفزازات بين مشجعي الفريقين· وزاد الحادث من الانتقادات الموجهة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة المقرر أن يسلم السلطة الى رئيس منتخب في نهاية يونيو حزيران وفقا لما أعلنه· وفي معرض تعليقه على واحد من أكثر الأسابيع دموية في مصر منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، قال المجلس إن البلاد تمر بواحدة من ”أخطر الفترات” في تاريخها· وأوصى المجلس الاستشاري الذي يقدم المشورة للقادة العسكريين للبلاد بالتبكير بانتخابات الرئاسة وهي وجهة النظر التي دعا لها أيضا عضو بارز في حزب الحرية والعدالة أكبر الأحزاب السياسية بالبرلمان· وقالت منى مكرم عبيد عضو المجلس إنه نظرا لخطورة الأحداث وسقوط القتلى فلا يمكن للمجلس التزام الصمت أو الانتظار· وقال شريف زهران وهو عضو اخر بالمجلس وهو يتلو من بيان أعد خلال الاجتماع، إن المجلس الاستشاري سينظر في وقف اجتماعاته في حالة عدم استجابة المجلس العسكري· وقال المجلس الاستشاري إنه يتعين فتح باب الترشيح للرئاسة اعتبارا من 23 فبراير قبل حوالي شهرين من الموعد المعلن سلفا من قبل السلطات في 15 أفريل· وفي حال الموافقة على التوصية تجرى الانتخابات الرئاسية في أفريل أو ماي· وينص الجدول الزمني الراهن على أن يسلم المجلس العسكري السلطة الى رئيس منتخب بنهاية جوان· وأبلغ عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الأخوان المسلمين رويترز أنه من المرجح أن تجرى الانتخابات الرئاسية في ماي مما يقلص أمد الفترة الانتقالية شهرا واحدا·