تحترق كل الكلمات والأوصاف عند الحديث عن جمال المرأة الجزائرية.. فهذا الجمال الأصيل الذي استعار البحر منه زرقته.. والياسمين بياضه وبراءته، أكبر من أي وصف.. وأبلغ من أي كلام.. هل هناك أجمل من المرأة القبائلية "الفحلة" وهي تتهادى في مشيتها حاملة جرتها لتملأها ماء.. ألم تدري تلك القبائلية أن ألوان الأزهار تغار من ألوان ثوبها الضارب في عمق تراث أصيل.. ألم تدري أن النبع هو من يحتاج أي يرتوي من ماء صوتها وهي تغني.. وهل هناك أجمل من المرأة الشاوية والصحراوية والترفية والمزابية في آيات مساءات الغروب المرتسمة على وجوههن وأثوابهن.. وهل هناك لا أجمل من حايك المرأة القصباوية العاصمية الذي يحفر عميقا في عوالم من الدهشة والجمال.. صحيح أن لباس المرأة الجزائرية فقد كثيرا من ملامحه محيلا الأمر إلى كل ما خف وشف نتيجة لنفس العوامل التي جعلت الجزائريين يتكلمون "لغة" يصعب تصنيفها وصحيح أن كل امرئ حر فيما يلبسه إن لم يشكل ذلك خطرا وعدوانا على غيره.. لكن بالمقابل أظن أن "الحايك" من الأشياء الجميلة في تراث وثقافة جزائرنا الكبيرة.. الكبيرة التي لا تضيق بأحد لأنا ببساطة.. لوحة تشكيلية ترحب بكل الألوان الجميلة وغير الجميلة.. لتمزجها وتصنع منها جمالا..، أتصور أنه من واجب معالي وزيرة الثقافة التي تبذل "جهودا" تخدم، وفق رؤيتها القطاع..، أن تعمل على حماية مثل هذه الأزياء التقليدية من الاندثار.. وسأكون صريحا..، لا تعجبني تسريحة معاليها، ببساطة، لا أرى أنها تمت للثقافة الجزائرية الأصيلة بصلة.. إني أتمنى أن أراها يوما مرتدية الحايك وتتباهى به أمام نظرائها العرب.. وغير العرب.. لأن الغالب أن يعكس كل وزير ثقافة وتراث بلاده .. مع أصدق التمنيات والحب معالي الوزيرة..