أعلنت دول مجلس التعاون الخليجي عصر أمس، أنها قررت الطلب من سفراء ”النظام السوري” مغادرة أراضيها بشكل فوري، وفقا لبيان رسمي· وفي بيان له، أكد المجلس أن الدول الخليجية تتابع ”ببالغ الأسى والغضب تزايد وتيرة القتل والعنف في سوريا الذي لم يرحم طفلاً أو شيخاً أو امرأة في أعمال شنيعة أقل ما يمكن وصفها به بالمجزرة الجماعية ضد الشعب السوري الأعزل دون أي رحمة أو شفقة أو حتى مراعاة لأية حقوق أو مشاعر إنسانية أو أخلاقية”· ويضيف البيان أن المملكة العربية السعودية، رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون، أعلنت أن دول المجلس قررت سحب جميع سفرائها من سوريا والطلب في الوقت ذاته من جميع سفراء النظام السوري مغادرة أراضيها وبشكل فوري وذلك ”بعد أن انتفت الحاجة لبقائهم بعد رفض النظام السوري كل المحاولات وإجهاضه كافة الجهود العربية المخلصة لحل هذه الأزمة وحقن دماء الشعب السوري الشقيق”· ورأت دول المجلس أن على الدول العربية المقرر أن تجتمع في مجلس الجامعة الأسبوع القادم أن تتخذ كافة الإجراءات الحاسمة أمام هذا التصعيد الخطير ضد الشعب السوري بعد أن قاربت الأزمة من السنة دونما أي بارقة أمل للحل· وأعربت هذه الدول عن شعورها ب”الأسى البالغ والحزن الشديد على هدر هذه الأرواح البريئة وتكبد هذه التضحيات الجسيمة لا لشرف الدفاع عن الوطن ضد معتد أجنبي ولكن لتحقيق مآرب شخصية تهدف إلى الصراع على السلطة دونما أي اعتبار لكرامة المواطن السوري وحريته”· وكانت كل من فرنسا وإسبانيا قد سحبتا اليوم سفيريها من سوريا، ردا على حملة القمع الدموية التي يشنها النظام السوري ضد المناهضين له· وقالت الخارجية الإسبانية، في بيان لها إنه، سيتم كذلك استدعاء السفير السوري بشكل عاجل إلى وزارة الخارجية للإعراب له شخصيا عن إدانة ما تقوم به قوات الجيش والأمن السورية· أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، فأكد أنه ”نظرا لتصاعد حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد شعبه، قررت السلطات الفرنسية استدعاء السفير الفرنسي في سوريا للتشاور”، موضحاً أن السفير الفرنسي سيعود إلى باريس ”خلال الأيام القليلة المقبلة”· ويفي الأثناء، دعا المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر في نداء مشترك وزع الثلاثاء رجال الأعمال السوريين والعرب إلى المساهمة في تمويل عمليات ”الدفاع عن النفس” وحماية المناطق المدنية· وجاء في بيان ”نوجه دعوة حارة إلى رجال الأعمال السوريين والعرب للمساهمة المباشرة والفاعلة في التمويل المشروع لعمليات الدفاع عن النفس وحماية المناطق المدنية في إطار الجيش السوري الحر، وتأمين الإمكانات اللازمة لحماية جبهتنا الداخلية”· وأوضح النداء أن ”الإمكانات المتوفرة لا تكفي لصد الهجمة من النظام التي تلقى دعما وتمويلا من قوى إقليمية ودولية توفر السلاح والذخائر للنظام”· وحث المجلس الوطني السوري، بحسب النداء، ”الدول العربية الشقيقة وأصدقاء الشعب السوري على المساهمة في دعم شعبنا وتمكينه من صد هجمات النظام الوحشية” محملا ”المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عما ستؤول إليه الأمور، في حال ترك النظام يتصرف بهذا الشكل الدموي والإجرامي في وجه شعب أعزل”·
وفي تطورات الوضع ميدانيا، تعرضت مدينة حمص لقصف متجدد صباح أمس، من جانب الجيش النظامي السوري، وذلك في وقت قالت فيه الهيئة العامة للثورة السورية إن عدد قتلى أمس ارتفع إلى 128 شخصا بينهم أكثر من 95 في حمص وحدها· وذكرت الهيئة العامة للثورة أن القصف العنيف تجدد أمس، على أحياء بابا عمرو والخالدية والبياضة والإنشاءات بعد توقف قصير، في حين سمع إطلاق نار في مختلف الأحياء الأخرى· وتحدث نشطاء ل”رويترز” عن انقطاع كامل للكهرباء والاتصالات في بابا عمرو· وفي غضون ذلك، حذر جناح تابعٌ للجيش السوري الحر في الزبداني بريف دمشق من أنه سيهاجم أهدافا وصفها بالإستراتيجية للنظام ما لم ينسحب الجيش السوري من بلدة الزبداني بحلول صباح أمس·
”أسماء” تدافع عن جرائم الأسد
من ناحية أخرى، قالت أسماء الأسد زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، التي تتحدر من مدينة حمص، إنها تدعم زوجها بوصفه رئيسا للبلاد، وذلك في ظهور إعلامي هو الأول منذ الانتفاضة ضد النظام التي بدأت قبل ما يقرب من عام· وذكرت صحيفة ”تايمز البريطانية” أمس، أن مكتب أسماء الأسد بعث برسالة عبر البريد الإلكتروني إلى الصحيفة جاء فيها أن ”الرئيس هو رئيس سوريا وليس لفريق من السوريين، والسيدة الأولى تدعمه في هذا الدور”·
وتشكل هذه الرسالة أول اتصال لأسماء الأسد بوسائل الإعلام الدولية منذ بدء الانتفاضة على نظام بشار الأسد قبل أحد عشر شهرا· وأضافت الرسالة التي نشرتها الصحيفة على صدر صفحتها الأولى تحت عنوان ”زوجة الأسد تكسر حاجز الصمت”، أن ”الأجندة المثقلة تماما للسيدة الأولى مخصصة دائما وبشكل أساسي للجمعيات الخيرية التي تعمل معها منذ زمن طويل وللتنمية الزراعية وكذلك لدعم الرئيس”·