خيّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيسَ السلطة الفلسطينية محمود عباس بين السلام مع إسرائيل أو الدخول في شراكة مع حركة المقاومة الإسلامية ”حماس” التي وقعت مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني ”فتح” اتفاقا في الدوحة قضى بتشكيل حكومة توافق وطني من التكنوقراط، وهو اتفاق وقفت واشنطن والاتحاد الأوروبي منه موقفا حذرا، داعيتين إلى التمسك بمفاوضات السلام والاعتراف بإسرائيل· وبعد ساعات فقط من توقيع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل ومحمود عباس أمس في العاصمة القطرية ما بات يعرف باسم ”إعلان الدوحة”، خاطب نتنياهو رئيسَ السلطة قائلا ”إمّا السلام مع حماس أو السلام مع إسرائيل·· لا يمكنك أن تحصل على الاثنين”· وانهارت مفاوضات السلام أواخر العام 2010 بسبب تمسك إسرائيل بمواصلة الاستيطان، وفشلت محادثاتٌ متدنية المستوى في عمّان الشهر الماضي في صياغة رؤية لاستئنافها· وقال مساعدان كبيران لعباس هما نبيل شعث وعزام الأحمد إنهما واثقان من أن الحكومة القادمة، التي توقعوا إعلانها خلال عشرة أيام في القاهرة، ستلتزم بمبادئ الرباعية التي تنص أساسا على الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف، لكنهما ذكّرا بأن تركيزها لن يكون على مفاوضة إسرائيل، وإنما على تنظيم انتخاباتٍ نص اتفاق سابق على تنظيمها في ماي المقبل، لكن المسؤوليْن الفلسطينيين قالا إنها قد تنظّم بعد أشهر من هذا التاريخ· ونص اتفاق الدوحة، الذي رعاه أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، على حكومة توافق وطني من التكنوقراط المستقلين يقودها عباس، وتسهر على إعادة إعمار غزة، وتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية في القطاع والضفة الغربية، إضافة إلى إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني·