وقعت منظمتا فتح وحماس وباقي الفصائل الفلسطينية اتفاقا أمس الأربعاء في القاهرة، برعاية مصرية، لتحقيق المصالحة بين الفصيلين الفلسطينييّن الرئيسيين، حضره الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وخالد مشعل زعيم حركة حماس. وقال عباس في كلمة ألقاها خلال مراسم التوقيع، في مقر الجامعة العربية، إن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاختيار بين الاستمرار في الاستيطان أو السلام. كان عباس قد وصل الثلاثاء إلى القاهرة لحضور حفل التوقيع بمشاركة مدير المكتب السياسي لحماس خالد مشعل. وفي لندن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في رده على اتفاق المصالحة، إن "ما حدث اليوم خسارة كبيرة للسلام، وانتصار كبير للإرهاب". وجاءت تصريحات نتنياهو قبيل اجتماعه مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون في مستهل جولة تهدف إلى إقناع حكومات دول غربية بعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المرتقبة. وكان نتنياهو قد دعا عباس، قبيل مغادرته إسرائيل، إلى إلغاء الاتفاق، إلا أن عباس من جانبه قال ان الفلسطينيين قرروا "طي صفحة الانقسام نهائيا". وسيجري العمل بموجب الاتفاق على تشكيل حكومة مؤقتة من شخصيات مستقلة، تشرف على الإعداد لإنتخابات جديدة. وكان قد تم التوقيع الثلاثاء في أحد فنادق القاهرة على الصيغة النهائية التي أقرها ثلاثة عشر فصيلا فلسطينيا إضافة إلى شخصيات أخرى مستقلة ووكيل جهاز المخابرات المصرية. وذكرت مصادر أن حضور تلك الفصائل هو بمثابة مباركة للاتفاق الذي من شأنه أن ينهي سنوات من العداء المستحكم بين الحركتين ، والذي وصل إلى إراقة الدماء في بعض مراحله. وقال بلال قاسم أمين سر المكتب السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية إن التوقيع قد تم من جانب كافة الفصائل الحاضرة في الاجتماع كما عبر كل وفد عن ملاحظاته على نقاط وثيقة المصالحة ، ولكن تم الاتفاق على دراسة تلك الملاحظات والأخذ بها عن تطبيق الاتفاق. وقالت المصادر إن اجتماع التوقيع رأسه خالد مشعل عن حركة حماس وعزام الأحمد عن حركة فتح ولم يشهد مناقشة أي تفاصيل. وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي في حركة حماس إنه "تم التوقيع على ورقة المصالحة الفلسطينية وورقة التفاهمات وتم مناقشتها وإبداء الملاحظات عليها من الفصائل والمستقلين". بدوره قال محمد الهندي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الذي أكد على توقيع حركته على الوثيقة أن الجهاد الإسلامي "تتمنى أن يترجم الاتفاق إلى مصالحة حقيقة تجنب الشعب الفلسطيني مأساة أخرى بالانقسام".وكانت الجهاد الإسلامي أعلنت أنها لن تشارك في الحكومة المنبثقة عن هذا الاتفاق. من جانبه قال ماهر الطاهر رئيس وفد الجبهة الشعبية إن حركته أكدت على "ضرورة وجود رؤية سياسة موحدة وان لا يتم العودة إلى المفاوضات بل اللجوء إلى الشرعية الدولية والقانون الدولي والأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية". وكانت حركتا فتح وحماس قد أعلنتا من قبل أنهما تمكنتا من حل خلافاتهما العميقة مما يفتح الطريق اتفاق مصالحة بينهما وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية وإجراء انتخابات في الضفة وقطاع غزة. وأوضح طاهر النونو المتحدث باسم حركة حماس أن الاتفاق الذي جاء مفاجأة للجميع، قد تم إبرامه في مصر عقب سلسلة من الاجتماعات السرية.وقال النونو "وقع الطرفان بالأحرف الأولى على الاتفاق ، وأمكن التغلب على كل نقاط الخلاف". ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حذر السلطة الوطنية الفلسطينية التي تمثل حركة فتح من المصالحة مع حماس ، وقال إن على السلطة أن تختار بين السلام مع حماس أو السلام مع إسرائيل. من جهته قال الرئيس الفلسطيني إن "إسرائيل لا تريد المصالحة وان التصعيد الإسرائيلي على أشده ضد هذه المصالحة وكأن إسرائيل مستفيدة من الانقسام لذلك لا تريد المصالحة". وأوضح عباس خلال زيارته أمس لمقر صحيفة الأهرام المصرية في القاهرة "لا يوجد أي ضمان لنجاح الاتفاق لكن هناك أعداء كثر لاتفاق المصالحة وهناك محاولات لضرب الاتفاق من جهات عديدة لتخريب الاتفاق". وقال عباس إنه "ليس مطلوبا من حماس أن تعترف بإسرائيل وسيتم تشكيل حكومة تكنوقراط ولن نطلب من حماس الاعتراف بإسرائيل". وأوضح أن أسماء الوزراء المرشحين للحكومة مقبولة دوليا ومحليا وفي كل مكان و"ستكون الحكومة القادمة لمدة قصيرة وملتزمة بسياسة منظمة التحرير الفلسطينية". من جهة أخرى أكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية وخالد مشعل أهمية اتفاق المصالحة الفلسطينية. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده موسى ومشعل عقب جلسة مباحثات بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة. وشدد مشعل على أنه ينبغي احترام الإرادة الفلسطينية.