انتقد خطباء الجمعة بالمساجد الرئيسية الكبرى بالقاهرة وبمختلف المحافظات المصرية أمس، دعوة أطلقتها مجموعة من الأحزاب والقوى والتيارات السياسية للعصيان المدني والإضراب العام في البلاد. وهاجم الخُطباء التحريض الذي يمارسه سياسيون ونشطاء على الإضراب ووقف العمل والإنتاج، معتبرين أن من يدعون للإضراب “هم من المخربين المفسدين”، الذين لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية حتى لو كان على حساب خسارة البلد وأهله. كما وصفوا الداعين للإضراب ب”المنافقين” الذين يدَّعون الثورية من جهة، فيما هم يعملون على تخريب البلاد وإيذاء العِباد من جهة أخرى، مطالبين أبناء الشعب المصري بالعمل الجاد والفاعل من أجل تعويض الخسائر التي تعرَّضت لها مصر خلال أحداث “ثورة 25 يناير” وتداعياتها بدلاً من الاستماع إلى “المنافقين”. وكانت عدة أحزاب وقوى وتيارات سياسية أبرزها “الاشتراكيون الثوريون” و”حركة شباب 6 أبريل”، قد دعت إلى إضراب عام اعتبارا من اليوم تمهيدا لعصيان مدني شامل في البلاد حتى يترك المجلس الأعلى للقوات المسلحة السلطة ويُسلمها إلى إدارة مدنية منتخبة. وفي المقابل ترفض تيارات وأحزاب “إسلامية” فكرة الإضراب والعصيان المدني، وترى فيها محاولة من جانب القوى الليبرالية واليسارية للتواجد على الساحة السياسية بعد أن منح الشعب المصري ثقته للأحزاب والقوى الإسلامية لتمثيله في البرلمان. وبين هذا وذاك، يترقب المصريون بكثير من القلق مجريات اليوم، تحسبا لما ستسفر عنه الدعوة التي أطلقها ناشطون وقوى سياسية للعصيان المدني في الذكرى الأولى لتنحي الرئيس السابق حسني مبارك، وهي الدعوة التي يرفضها العديد من الأحزاب والقوى السياسية الأخرى وعلى رأسها حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وحزب النور السلفي. وعقدت “اللجنة العليا لإضراب طلاب مصر” مؤتمرا إعلاميا يضم مجموعة من طلاب الجامعات للإعلان عن الدخول في إضراب عام لحين تحقيق مطالب الثورة ومنها عودة الجيش إلى ثكناته، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني ثورية تدير المرحلة الانتقالية، وإقالة النائب العام، ووضع حد أدنى وأقصى للأجور. واستبق الجيش الدعوة للعصيان بنشر أعداد كبيرة من عناصر الجيش خاصة على الطرق السريعة، وقال مستشار الأركان العامة للقوات المسلحة المصرية اللواء إسماعيل عثمان إن الانتشار الأمني للجيش يهدف لتأمين البلاد والمنشآت الحيوية، مضيفاً أن ذلك يتوافق مع الدستور وأنه سبق حدوثه خلال الأعوام الماضية بهدف تأمين البلاد مما وصفه بالأخطار المحدقة. وأوضح الجيش أن القوات ستعود لأماكنها يوم 12 فيفري إذا سارت الأمور بشكل طبيعي خلال يوم السبت. في السياق ذاته، أعلنت العديد من المؤسسات العامة المشاركة في الإضراب، ومنها نقابات عمالية واتحادات طلابية، وعقدت 40 منظمة وحركة ونقابة اجتماعا بمقر حزب غد الثورة برئاسة أيمن نور رئيس الحزب، للتنسيق في فعاليات الإضراب، وقرر المجتمعون تنظيم مسيرات باتجاه مقر المجلس العسكري في وزارة الدفاع من ميدان التحرير وشتى الميادين في المحافظات باتجاه مقرات قيادات المناطق العسكرية. ويشارك طلاب الجامعات في الإضراب من خلال الامتناع عن الدراسة، وتنظيم وقفات ومسيرات احتجاجية داخل أسوار الجامعات.