رأى رئيس الوزراء الليبي السابق محمود جبريل، أن الليبيين قد يعزفون عن المشاركة في أول انتخابات حرة تجري في وقت لاحق من العام الجاري إذا لم يبذل مزيد من الجهد لتوعيتهم بالعملية الانتخابية. وأوضح في تصريحات لوكالة “رويترز” أنه من السابق لأوانه الحديث عن طموحاته السياسية الخاصة وأنه الآن يقوم بجولات في شتى أنحاء البلاد لزيادة الوعي قبل الانتخابات البرلمانية التي تجري في جوان والتي ستعطي المجلس حق صياغة الدستور. وقال جبريل “هناك حاجة شديدة إلى عملية التوعية حتى يستطيع الليبي حين يتوجه إلى صناديق الاقتراع القيام باختيار حر واع لما يريده”، مضيفا “في الوقت الراهن سيكون هناك احتمالان؛ إما أن يعزف الناس عن التوجه إلى صناديق الاقتراع لأنهم لا يعرفون ما المطلوب منهم أو يكونوا مستعدين لبيع أصواتهم لمن يملك المال أكثر.. وهذان سيناريوهان مخيفان”. ونشرت ليبيا الأسبوع الماضي المسودة النهائية للقانون الانتخابي الذي سيخصص خمس المقاعد للأحزاب السياسية التي كانت محظورة خلال حكم معمر القذافي الذي دام 42 عاما. وتشكلت في ليبيا عشرات الأحزاب التي تمثل مزيجا ديمقراطيا و”إسلاميا”، وتلك التي تروج للسوق الحرة وأجندات وطنية توفر بديلا للحركات السياسية الراسخة مثل “الإخوان المسلمين”. ولكن الصورة الانتخابية في ليبيا شابها افتقار للأمن حيث تكافح الحكومة الانتقالية التي تشكلت في نوفمبر الماضي لفرض سلطتها على عدد لا يحصى من الجماعات المسلحة. وفي تطور آخر، برأ القضاء التونسي أمس، رئيس الوزراء الليبي السابق البغدادي المحمودي الذي كان متهما بعبور الحدود بطريقة غير مشروعة وتطالب ليبيا باسترداده، كما أعلن محاميه مبروك كرشيد في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية، موضحا أنه طلب إطلاق سراحه. وقال إن “محكمة توزر برأت البغدادي المحمودي وطلبنا إطلاق سراحه فورا.. قانونيا ليس هناك أي سبب لإبقائه في السجن”. وحضر رئيس الوزراء الليبي السابق البالغ من العمر 70 عاما الجلسة في توزر التي نقل إليها بسيارة إسعاف من سجن المرناقية قرب تونس. وكان المحمودي شغل رئاسة الوزراء حتى الأيام الأخيرة من نظام معمر القذافي. واعتقل في ال 21 سبتمبر على الحدود الجنوبية الغربيةلتونس مع الجزائر وصدر حكم بسجنه بتهمة “اجتياز الحدود بطريقة غير مشروعة”. من ناحية أخرى، أكد شهود عيان أن ما حدث في مدينة الكفرة قبل يومين هو مواجهات مسلحة حدثت بعد قيام مجموعة مشتركة من التبو التشاديين وحركة العدل والمساواة بالدخول إلى المدينة في الصباح وإطلاق النار الكثيف والعشوائي في شارع السوق بالمدينة لتلتحق بهم مجموعة أخرى في وقت لاحق. وقالوا، وفق تقارير إعلامية ليبية، إن المهاجمين استولوا على مركز الشرطة ومبنى الجوازات وتقدموا في اتجاه شمال المدينة ودخلوا الأحياء السكنية حيث جرت مصادمات كبيرة بينهم وبين المواطنين في المدينة وإطلاق كثيف للنار استعملت فيه الأسلحة المتوسطة حيث وجدوا مقاومة عنيفة من السكان بإطلاق قذائف “الآر بي جي” عليهم. وذكروا أن المهاجمين تراجعوا وتمركزوا فيما وصفها الشهود “الأحياء العشوائية” التي قالوا إنها تقع داخل حي التبو بالمدينة، وعلى الفور قامت مجموعة من محور آخر وهو المحور الغربي وانطلقوا من جزيرة الدوران في اتجاه الشمال محاولين السيطرة على مقر مكاتب كتيبة ثوار الكفرة وليس المعسكر الذي يقع خارج المدينة.