انتقدت الأمانة الوطنية لمنظمة أبناء الشهداء بشدة تصريحات أمين عام الأرندي أحمد أويحيى، بخصوص مطالبة فرنسا بالاعتذار، التي قال إنها ''أصبحت سجلا تجاريا لدى البعض''، وهذا ما اعتبرته الأمانة الوطنية ''خرجة غريبة جدا، ولا تمت بصلة لمجتمعنا المتشبث بمطلبه الشرعي''. واعتبرت المنظمة نفسها معنية بتصريحات أويحيى التي أطلقها، خلال دورة المجلس الوطني الأخيرة لحزبه، حيث أصدرت بيانا حمل عنوان ''رد على تصريحات''، ومما جاء فيه أنها سجلت تصريحات أويحيى ب ''أسف شديد''، مبدية استغرابها لكونها ''صدرت عن المسؤول الأول في حزب وطني''. مضيفة أن أويحيى ''أساء إلى المنظمات المطالبة باعتذار فرنسا عن جرائمها المقترفة إبان الفترة الاستعمارية''. ونوّهت الوثيقة، التي حملت توقيعات أعضاء الأمانة الوطنية للمنظمة دون توقيع أمينها العام الطيب الهواري، بأن أبناء الشهداء ''عارفون أكثر من غيرهم كيف تتخذ المواقف الرسمية للدولة الجزائرية (...) أما تجار المصالح فيعرفهم العام والخاص''. وتعتبر منظمة أبناء الشهداء، إحدى امتدادات حزب جبهة التحرير الوطني بالمجتمع المدني، حيث أن أمينها العام الطيب الهواري عضو بالهيئة التنفيذية للأفلان، الذي يعد المنافس الرئيسي لحزب أويحيى، كما أنه يشغل مقعدا بالبرلمان الذي وصل إليه عبر قائمة الأفلان بولاية تيارت. في حين كان للأرندي نصيب في تأطير ''الأسرة الثورية'' عبر منظمة المجاهدين ورئيسها السعيد عبادو عضو المجلس الوطني للأرندي، وكذا منظمة أبناء المجاهدين، التي يوجد على رأسها خلفة مبارك المنتمي إلى الأرندي، رغم تململه في السنتين الأخيرتين، وإرساله إشارات ودية تجاه الأفلان، وهذا ما ربطه المراقبون بحرمانه من قبل قيادة الأرندي من الترشح للتشريعيات الأخيرة، وإبعاده من عضوية المكتب الوطني للحزب العام الماضي. وما فتأت مسألة الاعتذار تثير الجدل بين فرنسا والجزائر، وكذا داخل الساحة السياسية الجزائرية، وكانت تصريحات رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري خلال زيارته لفرنسا الشهر الماضي، حين قال إن تطور العلاقات بين البلدين ''ليس رهينة لمسألة الاعتذار''، قد أثارت جدلا وقوبلت بانتقادات شديدة بالجزائر من قبل عدة جهات، من بينها حركة النهضة، وجمعية الثامن ماي 1945