تثير مشاركة الفيلسوف المصري المثير للجدل حسن حنفي في الملتقى الدولي ”الإسلام وظاهرة والعنف” الذي تقيمه وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ابتداء من اليوم في إطار تظاهرة ”تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية” العديد من الأسئلة بالنظر إلى آرائه التي وصفت ب”المتطرفة”، خاصة تلك التي تتعلق ب”تطاوله غير المسبوق على الذات الإلهية” في إحدى الندوات التي نظمتها ”مكتبة الإسكندرية” المصرية مؤخرا· وتشير تقارير الإعلام المصري إلى أن هذا المفكر ”سخر” في الندوة من بعض آيات القرآن الكريم والسنة النبوية، وهو ما فاجأ الجمهور الذي جاء لحضور ندوة حول ”الحرية الفكرية” ليصطدموا بسخريته من أسماء الله الحسنى ووصفها ب”الدكتاتورية”، حيث رأى حسن حنفي أن هذا يستوجب حذف بعضها· ويحيلنا هذا الأمر إلى ”العاصفة الفكرية” التي أثارها الشاعر السوري ”أدونيس” الذي حاضر قبل سنوات في المكتبة الوطنية حول موضوع ”الإسلام والمرأة” فانتهى الأمر إلى إقالة مدير المكتبة أمين الزاوي رغم نفي وزارة الثقافة وجود علاقة بين المحاضرة وإبعاد صاحب ”وليمة الأكاذيب”· وضمن هذا الإطار يعتقد رئيس جمعية العلماء المسلمين الدكتور عبد الرزاق قسوم وهو من خصص لحسن حنفي فصلا كاملا في كتابه ”الفكر العربي الإسلامي·· تأملات في المنطلق والمصب”، أن مشاركة هذا المفكر في الملتقى الذي تحتضنه تلمسان مرحب بها، وذلك بالنظر إلى موضوع الملتقى ”الإسلام وظاهرة العنف”· وقال قسوم في حديث ل”البلاد” إن هذا اللقاء العلمي سيستضيف عددا من المفكرين المعارضين والمؤيدين مما يصنع جوا من النقاش ويثريه، مضيفا ”لا يجب أن نضيّق الخناق على زوارنا من المفكرين·· وأنا شخصيا لا أضيق بالدكتور حسن حنفي مهما كانت خلافاتنا معه لأننا مثلما نختلف معه في أشياء كثيرة نتفق معه في أمور أخرى”· وأوضح رئيس جمعية العلماء المسلمين الذي يشارك في الملتقى أن ”حسن حنفي يعلن عن نفسه دائما أنه مفكر تقدمي مقارنة ببعض دعاة الفكر الإسلامي من السلفيين والمغالين، وهو صاحب الكلمة الشهيرة تشبث أبوك بالنصوص فدخل اللصوص·· كما له اجتهادات قد تلقى الموافقة أو لا تحظى بها”· في السياق ذاته، يرى مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف عدة فلاحي، في حديث ل”البلاد”، أنه رغم ”الزوابع” والجدل الذي يحيط بالمفكر وأستاذ الفلسفة حسن حنفي، إلا أنه لا يمكن إنكار كونه رجلا صاحب مشروع حضاري من خلال موسوعته الفكرية التي يكتبها منذ عشرين عاما، مضيفا أنه صاحب مشروع إسلامي يساري متكامل· ويعتقد محدثنا أن حنفي في كثير من القضايا التي يطرحها يصطدم ب”التيار الإسلامي”، وذلك في العديد من المسائل التي تمس المفاهيم الإسلامية في الصميم وخاصة تلك الخلافات التي عرفت بينه وبين أبو حامد الغزالي الذي كانت له معه معارك كبيرة· وقال فلاحي إن مشاركة المفكر المصري ستعطي وزنا فكريا للملتقى باعتباره رجلا ذا وزن وفكر، كما أن هذه المشاركة لن تثير ضجة أو قلقا لأن الجزائر، حسبه، منفتحة على الجميع· وهنا ضرب فلاحي مثلا بدول الخليج وعلى رأسها الكويت والسعودية التي استضافت المفكر المغربي الراحل محمد عابد الجابري في أحد ملتقياتها، وذلك رغم أنه يمثل مدرسة تختلف عن ”المدرسة المحافظة” في دول الخليج· وصنف محدثنا ”التيار الإسلامي” في الجزائر في خانة ”المعتدل”، مما يقلل احتمال أي رد فعل سلبي من ”الإسلاميين” ضد دخول حنفي إلى الجزائر· واعتبر مستشار وزير الشؤون الدينية أن الجزائر تعودت على مشاركة بعض المفكرين المثيرين للجدل دون أن يكون لزيارتهم وقع سلبي لدى المعارضين لهم، على حد تعبيره·