العشعاشي التلمساني'' يحتال على فتيات العاصمة لكل نصاب ومحتال طريقته للإيقاع بضحاياه، فكانت طريقة المدعو ''العشعاشي'' وجها مغايرا للسيناريوهات التي يحيكها هؤلاء، فتميّز هو عن غيره بسلب ضحاياه وهنّ نسوة طبعا مجوهراتهنّ بعد أن يعدهنّ بالزواج ويدخلهن في غمرة الوعود الزائفة بفعل قدرته الفضيعة على الاقناع. المدعو (ب.س) أو بما أطلق على نفسه تسمية ''جواد العشعاشي نسبة لأشهر وأعرق العائلات المعروفة بصناعة وبيع المجهورات بولاية تلمسان وبالغرب الجزائري، حيث يربط علاقاته بالفتيات ويستعجل ترسيم العلاقة التي بينهما لأجل إنهائها بالزواج، وكانت من بين ضحاياه باحثة في علم البيولوجيا التي تعرفت عليه عبر الأنترنيت، وهي تقول أثناء مثولها أمام هيئة محكمة حسين داي، الأربعاء الماضي، أنها تعرفت على المتّهم الذي ينحدر فعلا من ولاية تلمسان وأخبرها أنه صائغ وله محل لبيع المجوهرات، وبعد مرور أربعة أيام منحته رقم هاتفها النقال وحينها عرض عليها الزواج به، وهو ما فاجأها كونهما لم يتعرفا على بعضهما البعض بعد، وتضيف أنه أمطر أذنيها بالوعود الخيالية، وهو ما استغربت له لاسيما وأن الوقت الحالي الذي نعيشه كثيرا ما لا يأبه الشباب بالزواج ويفضلون اللهو واللعب بمشاعر وأحاسيس الفتيات، وبعدما طلب منها رؤيتها، ضربت له موعدا بإحدى مقاهي الشاي بنواحي بلدية القبة، حيث أكد لها نيته بالزواج بها، وطلب منها تسليمه خاتمها لأخذ مقاس خاتم الخطوبة، كما طلب منها معاينة المجوهرات التي كانت تلبسها متمثلة في خاتم آخر وزوج أقراط وإسورة، وتضيف الضحية أنها للوهلة الأولى التي التقت به لم يعجبها مظهرهُ إلا أن غباوتها جعلتها تجالسه في قاعة الشاي، وأثناء ذلك حاولت الاتصال بإحدى صديقاتها لتجعل من ذلك حجة لمغادرة المكان إلا أنه كان أسرع منها، حيث استأذنها لوهلة دون أن تعي أنه ذاهب بلا رجعة، لاسيما وأنه ترك معطفه بكرسييه، قبل أن تتفطن بعد مرور 5 دقائق أنّه استغفلها ونصب عليها. ولم تختلف رواية الضحية الثانية عن سابقتها والتي أكد أنها تعرفت على المتّهم عبر الهاتف وظلت تحدّثه لحوالي أربعة أشهر قبل أن تسقط فريسة له على نفس الشاكلة ليتمكن المدعو العشعاشي من أخذ منها 3 خواتم من ذهب، ويتركها جالسة في انتظارها بعدما قال لها إنه سيتوجه لشراء بطاقة تعبئة ويعود إليها من جديد، لكن ذلك طبعا كان مجرد أكذوبة ليتمكن من الانصراف ويسرق خواتمها تاركا خلفه معطفا آخر وبه حرزا، على حدّ قولها. وقد أخذ المدعو العشعاشي تلك المصوغات لأحد باعة المجوهرات، والذي أكد للمحكمة أنه قد اشترى فعلا كمية من الذهب مقابل مبلغ تراوح ما بين 28 و30 ألف دج، دون أن يأخذ منه نسخة من بطاقة تعريفه، كونه جاءه في عجالة من أمره مؤكدا له أنه مضطر لبيع المجوهرات لتسديد تكلفة علاج زوجته المتواجدة في حالة متدهورة بالمستشفى.من جهته، لم ينكر المتّهم ما نسب له من تهم، وهو ما جعل رئيسة الجلسة عند مواجهته بتصريحات ضحيتيه تعلق أن وقائع القصتين شبيهة بالأفلام وأنّ الضحيتين، حسبها، من الأكيد أنّهما ليستا الوحيدتين. وعليه، أصدرت هيئة المحكمة بعد مداولتها في القضية حكما قضى بإدانة العشعاشي بثلاث سنوات حبسا نافذا و20 ألف دج غرامة نافذة بجرم النصب والاحتيال، مع إلزامه بدفع للضحية الأولى تعويض قدرهُ 50 ألف دج وللثانية ما قيمته 30 ألف دج، مع الحكم بتغريم بائع المجوهرات المتّهم بإخفاء أشياء مسروقة ب 20 ألف دج