تناقلت وكالات الأنباء وعدد من المواقع الإخبارية أمس، خبر زيارة مرتقبة لحسين آيت أحمد الزعيم التاريخي للأفافاس إلى الجزائر قبل نهاية شهر مارس الجاري، بعد غياب يعود إلى آخر زيارة له سنة 2007. وتكتسي هذه الزيارة، في نظر المتتبعين، أهمية كبرى لدى قواعد الحزب الذي عرف تململا نتيجة قراره الأخير دخول غمار الاستحقاقات التشريعية المقبلة، زاد من حدتها الصراع الذي شهدته قواعد الحزب في عدد من الولايات على خلفية إعداد قوائم المرشحين. وكان «الأفافاس» قد شهد نقاشا حادا في الآونة الأخيرة حول جملة من القرارات الهامة التي فسرها البعض بأنها تدخل في سياق صفقة سياسية مع النظام جرى تحضيرها بعيدا عن قواعد الحزب، بدءا من قرار تنحية السكرتير الأول السابق كريم طابو المعروف بخطابه المتشدد تجاه السلطة والمتناغم مع أدبيات أقدم حزب معارض في الجزائر، واستبداله بعلي العسكري الذي رأى الكثير في تنصيبه على رأس الأفافاس تمهيدا لمرحلة جديدة، وتوجها لم يعهده مناضلو الحزب خاصة أنه جاء مع اقتراب موعد 10 ماي المقبل. إضافة إلى القرار الذي أسال الكثير من الحبر ونعني به إعلان المشاركة في التشريعيات القادمة بعد مقاطعة دامت أكثر من عشرية كاملة، حيث تعود آخر مشاركة لجبهة القوى الاشتراكية في الانتخابات البرلمانية إلى سنة 1997. كما يرى البعض إمكانية إدراج هذه الزيارة في مسعى إعطاء دفع قوي للحزب وتعزيز حظوظه من خلال الإشراف على انطلاق الحملة الانتخابية التي تمثل فرصة للرجل للدفاع عن التغير المفاجئ في موقف الأفافاس من السلطة بإعلان الانخراط في العملية السياسية خاصة أن كثيرا من المناضلين فسروا الخطوة بأنها خيانة لأدبيات الحزب وتزكية للنظام بالنظر إلى ما سبقها من رسائل قوية تبادلها كل من الأمين العام الأسبق للأفلان الراحل عبد الحميد مهري وحسين آيت أحمد غداة إعلان رئيس الجمهورية عن الشروع في إصلاحات سياسية عميقة، إضافة إلى تزامن قرار المشاركة هذا مع إعلان حزب الغريم التقليدي «الأرسيدي» مقاطعة الانتخابات. فيما رأى آخرون في هذا القرار أنه محاولة من الأفافاس لاستغلال وضعية الكرسي الشاغر الذي ستخلفه مقاطعة حزب سعيد سعدي سابقا ومحاولة الاستحواذ على منطقة القبائل وإرضاء قسم كبير من مواطني المنطقة الذين نفضوا أيديهم من جدوى المقاطعة كأسلوب للتغيير. وفي سياق آخر ينتظر أن تعرف زيارة آيت أحمد ضبط بعض الفلتان السياسي الذي عرفته قواعد الحزب نتيجة الرفض التي عرفته القواعد في أكثر من 30 فيدرالية عبر الوطن للطريقة التي تمت بها عملية ترتيب قوائم الانتخابات في ظل عجز الأمين الوطني الحالي علي العسكري على فرض الانضباط داخل هذه الأخيرة بالنظر إلى شخصيته التي تعتبر أقرب إلى التوافقية منها إلى الكارزمية المطلوبة في مثل هذه الظروف والمتوفرة لدى الزعيم التاريخي آيت أحمد.