مباشرة بعد إعلان إفراج المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني بقيادة الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم، تحرك “الحرس القديم” بالحزب حيث شرع عدد كبير من الأعضاء المقصيين في عقد جلسات سرية واتصالات مع الغاضبين ممن أسقطت أسمائهم من قوائم الترشح لتشريعيات ماي، من أجل جمع توقيعات أعضاء اللجنة المركزية والدعوة إلى عقد دورة طارئة لها لسحب الثقة من الأمين العام. وحسب ما علمت “البلاد” فإن اتخاذ الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم، قرار استبعاد بعض من أعضاء المكتب السياسي والوجوه القديمة من العودة إلى البرلمان، دفع بخصوم بلخادم وأتباع “التقويمية” إلى النشاط في السرية وتحريك المناوئين للأمين العام من خلال تنظيم احتجاجات أمام مقرات المحافظات كما حدث ببسكرة ووهران وباتنة والأغواط وتلمسان والمسيلة وغيرها من الولايات، تنديدا بالطريقة التي تم عبرها اختيار متصدري القوائم الانتخابية. وفي مقابل التحرك الميداني وارتفاع الأصوات الداعية ل”الزحف” على المقر المركزي للحزب بحيدرة لإسقاط أعضاء المكتب السياسي، شرع أمناء المحافظات الذين تم إقصائهم أو وضعهم في مراتب يصعب تحقيق الفوز من خلالها والمقدر عددهم بأكثر من 20 أمين محافظة، في ربط اتصالات بينهم من اجل عقد اجتماع خلال اليومين القادمين لتقديم استقالة جماعية من الحزب تنديدا بما وصفوه إقصاء تعرضوا له وهو ما يفسر اندلاع احتجاجات عنيفة بالولايات التي غاب في قائمتها الانتخابية أمناء المحافظات وصلت إلى درجة نقل آمين محافظة الحراش يالعاصمة عدد كبير من أتباعه إلى فندق الأرورية الذهبية ببن عكنون أين تم دراسة ملفات المترشحين، حيث حاصروا الفندق وطالبوا باستقالة بلخادم بعد إقصاء أمين محافظتهم. ومن المنتظر أن يتعرض الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني خلال الأيام المقبلة إلى حملة شرسة من قبل أعضاء اللجنة المركزية الذين وجدوا أنفسهم بعيدا عن سباق التشريعيات، من خلال استغلال غضب القياديين والدعوة لعقد مؤتمر وطني استثنائي للإطاحة ببلخادم حيث تنص المادة 32 من القانون الأساسي للحزب “ينعقد المؤتمر الوطني كل خمس سنوات في دورة عادية، ويمكن أن ينعقد في دورة استثنائية، بدعوة من رئيس الحزب أو من اللجنة المركزية بناء على طلب من ثلثي أعضائها وبموضوع محدد”، ويرى بعض القياديين أن الأمين العام للأفلان أخطأ في الطريقة التي أقصى من خلالها أعضاء من اللجنة المركزية وأمناء المحافظات، حيث كان على بلخادم أن يستدعي دورة استثنائية للجنة المركزية يطلب منهم سحب ترشحاتهم والتضحية من أجل مصلحة الحزب مراعاة المرحلة والظروف التي تعيشها الجزائر، التي تتطلب الزج بوجوه جديدة في الساحة السياسية، غير أن بعض قيادات الحزب التي اتصلت بهم “البلاد” اعتبرت تحركات “الحرس القديم” دليلا على أنانية الوجوه القديمة التي فضلت مصلحتها الشخصية على مصلحة الحزب.