تعرف مختلف المصالح الاستشفائية بقسنطينة نقصا في مادة الدم، باعتبارها المادة الأساسية في جسم الإنسان، خاصة خلال إجراء العمليات الجراحية، ما يستدعي لجوء الأطباء إلى أقارب وأصدقاء المرضى للتبرع بالدم، لأنه أصبح الحل الوحيد لمواجهة أزمة الندرة في الدم، وبهذا يتسنى للأطباء إجراء العمليات، لكن يبقى المريض المتضرر الكبير من هذا النقص، خاصة أن قسنطينة تحتل المرتبة الثانية وطنيا في التبرع بالدم، حيث إنها تنتج 36 كيسا سنويا، لكن تبقى الحاجة الماسة دائما لهذه المادة خاصة الصفائح وفصائل الدم السلبية. وحسب مصادر موثوقة يوجود حوالي 50 بالمائة من الأشخاص المتبرعين الدائمين، باعتبار أن التبرع بالدم فعل إنساني و سلوك حضاري له اتجاه إيجابي في حياة الإنسان ، لكن يبقى هناك تراجع عدد المتبرعين بسبب عدم التكفل الجيد بالمتبرعين من الناحية الغذائية وكذلك عدم متابعتهم طبيا، لذلك فإن عددا هائلا من المتبرعين أضحوا يخشون من بعض الأمراض التي قد تصيبهم من جراء تبرعهم كالسيدا والسل وفقر الدم، وفي هذا الإطار يجب وضع إستراتيجية فعالة بهدف تشجيع الأشخاص على التبرع، لأن عملية التبرع تحتاج إلى إسترتيجية فعالة ودائمة، وليس التبرع المنسباتي فقط، أو انتظار حالة مرضية خطيرة بحاجة إلى قطرة دم من أجل الحياة، إضافة إلى تزويد المستشفيات بأحدث العتاد والأجهزة الطبية المتعلقة بعملية التبرع لتكفل صحي بالمتبرع وفي ظل تراجع عدد المتبرعين بالدم. وأمام الطلب المتزايد للدم عبر المستشفيات، أصبحت قسنطينة بحاجة إلى سياسة فعالة ورشيدة من أجل تجاوز أزمة ندرة الدم، وعلى هذا فقد استفادت ولاية قسنطينة في الأونة الأخيرة بمركز نقل الدم بمدينة الجديدة علي منجلي وعلى بنك الدم بالمدينة ذاتها.