أعلنت اللجنة العليا للانتخابات في مصر تعليق عملها وإخلاء مقرها وتسليمه إلى قوات تأمين من الجيش والشرطة، بعدما تجمع الآلاف من أنصار المرشح حازم صلاح أبو إسماعيل أمام مقر اللجنة للمطالبة بإصدار قرار يقضي بقبول أوراق ترشحه، وفي الأثناء شهدت العاصمة القاهرة وعدد من المحافظات مظاهرات حاشدة طالبت بمنع رموز النظام السابق من الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية. وقال الأمين العام حاتم بجاتو إن رئيس اللجنة المستشار فاروق سلطان وأعضاءها استشعروا وجود خطر يهدد حياة جميع من يوجدون داخل مقر اللجنة من جانب من يحاصرونها بالخارج مما دفعهم لفض اجتماع كانوا يعقدونه، وإخلاء المقر. وأوضح في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن قرارات اللجنة ليست إدارية بل هي أحكام قضائية، حيث يصدرها الأعضاء الخمسة «وهم أكبر قضاة البلاد ولا يمكن أن يصدروا تلك القرارات تحت ضغط وإرهاب». وأكد بجاتو أنه تم استدعاء قوات من الجيش والشرطة وتسليمهم مقر اللجنة، حيث تم وضع توكيلات المرشحين في الخزائن المخصصة لها باللجنة التي أصبحت الآن مسؤولية قوات التأمين، مضيفا «لم نصدر أي قرار، ولن نصدره تحت ضغط مهما كانت الظروف، فأبو إسماعيل اطلع على أصول الأوراق الأميركية التي تؤكد جنسية والدته الأمريكية، ولا نعلم لماذا يفعل كل هذا في حين أن اللجنة لم تصدر قرارها حتى الآن». ويقضي إعلان دستوري صادر عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأن رئيس الدولة يجب أن يكون مصريا من أبوين مصريين، وألا يكون هو أو أي من أبويه قد حمل جنسية أجنبية. لكن محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة قضت مساء الأربعاء بحق أبو إسماعيل في الترشح لعدم ثبوت حصول والدته على الجنسية الأمريكية. من ناحية أخرى، كان مجلس الشعب «البرلمان» أحال إلى المجلس العسكري الحاكم مشروع تعديل لقانون مباشرة الحقوق السياسية للتصديق عليه، يقضي بحرمان كل من تقلد مناصب رفيعة بالنظام السابق خلال السنوات العشر الماضية من ممارسة حقوقه السياسية عشر سنوات قادمة، ومن بينها الترشح للرئاسة. وينطبق التعديل على الوزير سليمان الذي عمل نائبا لمبارك لأيام، وعلى شفيق رئيس آخر حكومة في عهد مبارك. ورغم تأكيد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي بعدة مناسبات أن القوات المسلحة ليست طرفا في الجدل السياسي الدائر على السلطة ولا تدعم أيَّاً من المرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية، فإن الغالبية العظمى من قيادات وقواعد الجماعات الإسلامية تعتبر أن سليمان مرشح الجيش بالانتخابات الرئاسية المرتقب إجراؤها يوم 23 ماي المقبل.