«البلاد» تزور بلدية دراڤ بالمدية المدينة العائدة من مقصلة الإرهاب إلى جحيم المعاناة بلدية دراق الواقعة جنوب غرب ولاية المدية، على بعد 110 كلم عن عاصمة الولاية، تجرعت مأساتها بعد سنوات العشرية الحمراء العصيبة التي جعلت منها منطقة معزولة مع سبق الإصرار والترصد، لا سيما بعد هجرة السكان الجماعية مخلفين وراءهم أراض ومنازل مهجورة ليقطنوا أحياء قصديرية فرارا بحياتهم من موت اكيد بعد أن وضعت راية الإرهاب في مرتفعات المدينة وبقيت بلديتهم تنعاهم كل ليلة وتنعى معهم حياة افلت وعادت لتدب بقلب نابض مرة اخرى، رغم شح الالتفاتات التنموية.. «البلاد» زارت المنطقة ووقفت على حياة اناس هربوا من مقصلة الإرهاب ليجدوا الجحيم في انتظارهم. الإرهاب طردهم واحتضنهم القصدير «لم نكن نعلم أننا فررنا بجلدنا خوفا من الإرهاب، سيكون مصيرنا هذا القصدير الذي خنقنا وأتى على ما بقي من صحتنا خلفنا وراءنا الموت لنجد موت آخر يختلف عن سابقه كونه بطيء فلا عمل في انتظار ابنائنا ولا كهرباء ولا ماء وليس لدينا الحق في الشكوى لأننا فوضويون على حد تعبير المير هذا ما قاله عمي محمد الذي اكد انهم اقدموا شهر جانفي على غلق مقر البلدية، احتجاجا على عدم استفادتهم من الإعانات المخصصة لأصحاب السكنات الهشة، ضمن الحصة التي تم توزيعها والمكونة من 70 إعانة استفادت منها حوالي أربعين عائلة من سكان حي «لاصاص»، بالإضافة إلى عدد كبير من عائلات أعضاء المجلس البلدي والمقربين وهو ما اثار تذمرهم. كما طالب عمي محمد السلطات المحلية بالتدخل لوضع حد لمعاناتهم. عاد الأمن ولم تعد التنمية مع استتباب الأمن، عادت الحياة لهذه المنطقة التي أصبحت تنعم بالأمن والاستقرار، وعاد الأمل بحياة أفضل بعيدا عن التهميش والفقر الذي عانى منه السكان ويعانون في ظل إعراض المشاريع التنموية. وفي هذا السياق أكد احد سكان البلدية وهو من المقاومين الأوائل الذين حملوا السلاح في وجه الإرهاب في حديثه مع «البلاد» أن «أحد أهم المطالب بعص المشاريع التنموية الأساسية كتعبيد الطرق وفتح قاعة علاج، وتقديم الدعم فيما يخص البناء الريفي والفلاحي». قاعة ولادة.. حلم النساء الحوامل من جهة أخرى ورغم امتلاك البلدية للعديد من قاعات العلاج، موزعة على مجموعة من القرى الرئيسية، إلا أن مطلب وجود عيادة متعددة الخدمات بات أكثر من ضروري بالنسبة سكان بلدية دراق التي تعتبر من أهم بلديات قصر البخاري وكذا نظرا لعدد السكان الذي تضاعف خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبح من الصعب تقديم الخدمات للمرضى عبر قاعات للعلاج، لا تتوفر على الإمكانيات البشرية، والأدوية المطلوبة، خاصة في الحالات الاستعجالية، حيث يضطر المرضى للتوجه إلى مستشفى قصر البخاري على مسافة تفوق 30 كلم، وهي مسافة طويلة، ومتعبة تتطلب إيجاد حلول فورية من قبل المسؤولين، على حد تأكيد مواطني البلدية، وفي نفس الصدد طالب سكان دراڤ بضرورة توفير قاعة أو قاعات للولادة نظرا لافتقار المنطقة لمثل هذا النوع من القاعات التي من المفروض تواجدها في كل قرية، لتبقى المطالب مرفوعة في انتظار التجسيد. حافلات مهترئة تملأ حظيرة مواقف النقل في غياب الرقابة موت على الطريق وآخر على مقاعد الحافلة دعت الجمعيات الفاعلة على الصعيد المحلي، السلطات المحلية إلى ضرورة التدخل العاجل من اجل وضع حد للفوضى الحاصلة على صعيد قطاع النقل بسبب قدم الحافلات واهترائها، حيث تحولت محطات الحافلات بولاية المدية إلى مراكز عبور قذرة تملأها برك الزيوت المتساقطة من محركات حافلات مهترئة تجاوز عمرها الافتراضي ال40 سنة لكنها وبقدرة قادر بقيت تراوح مكانها وتشغل رصيفها القار بالمحطة منتظرة شحن العشرات من البشر لتبقيها لسويعات داخلها في انتظار استكمال عملية حشو الرواق بعد امتلاء المقاعد، يحدث هذا في الوقت الذي صرح فيه الوزير عمار تو خلال زيارته الأخيرة لولاية المدية أن المسؤولية تتحملها بصورة كبيرة هيئات المراقبة التقنية للسيارات التي تمنح صلاحية المركبات بشهادة رسمية، رغم كونها ليست كذلك ليضيف الغياب الكلي للمصالح الرقابية المخولة قانونا بفرض توقيت معين لمكوث الحافلة بالمحطة مسلسل معاناة. وصرح وزير النقل أنه لا يمكن تعويض جميع الحافلات المهترئة لكون الأمر يكلف ملايير الدولارات، فضلا عن عدم وجود صناعة محلية يمكنها التعويض ملتفتا إلى هيئات المراقبة التنقية للسيارات التي تمنح شهادات يضيف ذات المتحدث لمركبات لم تمر اصلا على هيئتها في أحيان كثيرة وهو الأمر الذي تم الوقوف عليه بعد حوادث مرور متكررة كان سببها قدم الحافلات وعدم أهليتها، مؤكدا أنه لا يمكن للإدارة التدخل وإيقاف حافلات أعطت لها تلك الهيئات الصلاحية والأهلية. وتعاني محطة طحطوح للنقل الحضري بعاصمة الولاية على غرار مختلف محطات النقل الولائية من نفس الوضع، حيث يضطر الراكبون للمكوث قرابة ساعة في انتظار ملأ الحافلة رغم حرارة الطقس ورائحة الزيوت المنبعثة ليصطدموا بجشع السائقين وحرصهم على حشر الحافلة بالبشر الذين دفعتهم الحاجة للمكوث على أرصفة جحيم محطة اسمها طحطوح.. الحالة ذاتها تسجل بمحطة الحافلات في تابلاط رغم وجود أزيد من محطة، إلا زنها لا تخرج عن كونها مراكز عبور تفتقر لأبسط الضروريات فيما يشترك مسافرو بني سليمان في نفس المشكل، حيث اضحى مجرد التفكير في ركوب حافلة بالمحطة بابا من أبواب الجحيم فعامل التقادم للمحطة الوحيدة لم يدفع السلطات لإنشاء محطة أخرى أو على الأقل ضمان خدمات أوفر بالمحطة الموجودة. بينما لا يزال مستخدمو الحافلات بمحطة سيدي نعمان يطالبون بتوفير مراحيض عمومية لتبقى معاناة المسافرين مستمرة مادامت عين الرقابة تغفل عن محطات الحافلات ومادامت هيئات الرقابة التقنية توقع دائما صلاحية المركبة المهترئة للسير ولأشياء أخرى. يوميات مواطن مداني في الانتخابات: الاسم: اعمر اللقب: لايهم مادام لقبي يحرمني من الظفر بمنصب عمل ومادامت الأمور تقاس ب«المعريفة» علامات خصوصية: اضع قرط اذن (عياشة) وضعته والدتي لي ليلة ميلادي خوفا من أن أموت على غرار إخوتي الذكور، كانت أمي تبحث عن ذكر ليرفع عنها الذل، لكنها لم تكن تعلم أنها أنجبت الذل نفسه، لا عمل لا زواج ولا شيء من معالم الحياة الكريمة مادام والدي يعطيني كل صباح 50 دج لأجلس في المقهى المجاور لنا، حتى أني اضحيت أتهرب من «الشلة» خوفا من طلب دفع مستحقات «قهاويهم»، اجلس وحدي وارتشف القهوة بالقطرة خشية أن يطردني صاحب المقهى وهو يرمق فناجيننا بنظراته فكلما انتهت وقف طاردا إيانا، قائلا أخرجوا وإلا «زيدو قهاوي».. المفارقة أنني وبينما كنت وكعادتي أمارس هوايتي في الارتشاف البطيء للقهوة، صادف وأن زارنا أحد المترشحين للانتخابات، تصوروا اعطاني ورقة من فئة 500 دج لأذهب إلى القاعة وأحضر تجمعه حتى تنقل كاميرات التلفزيون أن القاعة كانت ممتلئة وأن المواطنين يدعمونه وقد ذهبت وما يهمني مادمت (قاعد قاعد).. الفرق أني في القعدة الثانية «راني خالص عليها» ان شاء الله يزيدولنا في الحملة الانتخابية.. قولوا أمين. مداشر بوسكن.. ورحلة البحث عن الحياة الكريمة لا يزال سكان قرى ومداشر بوسكن التابعة إداريا لدائرة بني سليمان، 74 كلم عن مقر ولاية المدية، في رحلة البحث عن الحياة الكرية التي غابت معالمها لتقحمهم في معاناة طال امدها لتعود وتظهر بأكثر قوة هذا الموسم في ظل الوعود الانتخابية التي يطلقها المترشحون ويغلفون بها أحلام الفقراء في العيش الكريم. وأعرب سكان قرية أولاد بويحي، إحدى المداشر بالمنطقة، عن قلقهم جراء تنامي معاناتهم بسبب العزلة النوعية التي اقحموا فيها لأكثر من اربعة عقود جراء تردي وضعية الطريق الولائي الرابط بين الطريق الوطني رقم 18»أ» من نقطة قرية الفرايحية، وذات القرية القريبة من الطريق الولائي الموصل إلى دائرة السواقي من نقطة مدرسة بئر عروس. وحسب الشكوى الموقعة من سكان الجهة والحاملة لتوقيع 220 مواطنا، فإن هذا المسلك على نحو 6كلم سبق وأن شق بداية سنوات الثورة التحريرية بهدف وصول آلياتهم العسكرية إلى الجبال المجاورة، ولعرقلة العملية أقدم سكان الجهة ذات ليلة من أيام الثورة التحريرية على تهديم الجسر الواقع بنقطة بئر أحلو، للتقليل من حركة سيارات العدو القادمة من بوسكن وبني سليمان والسواقي وجواب بحثا عن المجاهدين، حسبما تضمنه نص الشكوى، مع العلم أن سكان قرية أولاد بويحي لعبوا دورا مشرفا سنوات الثورة التحريرية، كما تشبثوا بأراضيهم ذات الطابع الجبلي خلال سنوات الجمر، حيث غادروا مساكنهم الهشة عشية مجزرة سيدي عبد العزيز بداية 1997مدة شهر فقط ثم عادوا إلى قريتهم بعد أن تسلحوا، ورغم الطابع الفلاحي للمنطقة حسب عدد المناقب المائية التي تفوق 15 منقبا وتزويدهم بمشروع التنمية الجوارية بمبلغ 24 مليار سنتيم سنة 2004 بإشراف رشيد بن عيسى وزير الفلاحة والمكلف بالتنمية الريفية، والذي كان مآله الفشل كباقي برامج هذا النمط من المشاريع مع بناء قاعة علاج تسلمت البلدية تجهيزها عام 2002، ليبقي عرضة للإهمال والتخريب لغاية بداية السنة الجارية، حيث أقدم رئيس بلدية بوسكن على إعادة ترميمها وتجهيزها لتبقى دون تأطير من القطاع الصحي بينما يبقى المشكل العسير هو النقل الذي زاد الوضع تأزما، لا سيما تكلفة النقل لمستشفى بني سليمان على نحو 14كلم تفوق 800 د. ج خلال فترة الليل ونحو 600 د. ج في فترة النهار، حيث فتح المجال واسعا لسيارات «الكلونديستان» للاقتتات من جيوب الفقراء في ظل شح الحافلات.