ما أن اصدرت محكمة جنايات القاهرة ، الحكم على الرئيس السابق ووزير داخليته حبيب العادلي بالسجن المؤبد ، وبراءة باقي المتهمين من مساعدي وزيرالداخلية وكل من علاء وجمال مبارك ، حتى إنطلقت مسيرات ومظاهرات في ميدان التحرير ومختلف محافظات مصر ، ، وأكد شباب الثورة أنهم لا يعترفون بالحكم الصادر الذي لم يأت بحقوق الشهداء ، وأن الأوراق التي قدمت للقاضي أحمد رفعت لم تقدم أي دلائل جدية تثبت إتهامات القتل على مبارك والعادلي ومساعديه الستة ، وأن المجلس العسكري منح وزارة الداخلية فرصة ذهبية لإخفاء الأدلة ، وتهريب الضباط المتهمين ، ومساومة أسر الشهداء الفقيرة ، وعقب إصدار الحكم مباشرة تم نقل الرئيس المخلوع مبارك بطائرة عسكرية إلى سجن طرة جنوبالقاهرة ، بعد إعداد مستشفى السجن لإستقباله ، وتم علاجه داخل الطائرة من أزمة صحية حرجة أصابته بعد تدهور حالته الصحية والنفسية ، وأصيب بإنهيار كامل وبكاء شديد ، ورفض الخروج من الطائرة الا بعد مفاوضات استغرقت ساعتين ، كأنه كان لا يتوقع أن يخرج من قفص الإتهام مباشرة إلى سجن طرة ، ليسجل أول حالة في التاريخ المصري ، أن ينتقل الرئيس من قصر الرئاسة إلى السجن !! ومن جهة أخرى تقدمت النيابة العامة بالطعن على الحكم ، ويؤكد عضو هيئة المدعين بالحق المدني المحامي الدكتور خالد أبو بكر ، أن أجهزة الدولة لم تتعاون بشأن جمع الأدلة والأحراز ، شباب الثورة والاخوان وانصار صباحي وابو الفتوح دعوا للنزول الى الشارع بينما قال احمد شفيق انه يحترم حكم القضاء لكن مشاعر الغضب التي إنفجرت داخل الشارع المصري ، ودفعت المئات للإعتصام أمام دار القضاء العالي ، عبرت عن حالة الإحتقان والإكتئاب بشعارت ” باطل .. باطل ” ضد الحكم الذي برأ قتلة الشهداء .. وتؤكد قوى ثورية وشعبية ، أن الحكم المؤبد على مبارك قد يكون كافيا مع مراعاة أنه قد لايكمل فترة سجنه إلا قليلا بسبب السن المتأخر والمرض ، ويكفي ما يلاقيه من توجهه إلى السجن ، إلا أن الأحكام على مساعدي وزير الداخلية ، والحكم بالمؤبد فقط على وزير الداخلية وبراءة جمال وعلاء في قضية إستغلال النفوذ ، لم يكن عادلا أمام دماء شهداء الثورة ، حتى لو بقي جمال وعلاء في الحبس تحت المحاكمة في قضايا أخرى !!