[مستشفى قسنطينة] يعد قسم طب العيون بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة القسم الوحيد المختص في معالجة الداء على مستوى الشرق، والذي كان الرائد في مجال طب العيون جهويا ووطنيا خلال السنوات القليلة التي سبقت، لكن في الفترة الأخيرة أصبح مهملا من مسؤوله بسبب سوء التسيير والاستقبال والتنظيم الذي يعرفه هذا القسم. الجناح الطبي خال من الأطباء والقسم بالاسم فقط الزائر لقسم طب العيون وعند ولوجه باب هذا الأخير يقف على وضعية كارثية يرثى لها يعيشها القسم منذ مدة طال أمدها في مختلف الجوانب بدءا بالاستقبال ومعاملة المرضى وصولا إلى النظافة والتسيير وتقديم العلاج، كل هذا من خلال ما صرح به المرضى وأقرباؤهم الذين يصطفون في طوابير الانتظار من أجل الظفر بموعد للعلاج أو المراجعة. وقد صرح شيخ (70 سنة)، تظهر عليه علامات البؤس، بأن الشيء الذي حال دون إمكانية علاجه عند مختص كما يفعل الكثيرون أنه قام بإجراء عملية جراحية على عينه اليمنى منذ أكثر من سنة بعد مواعيد انتهى بإجرائه لهذه العملية وتوقف عندها لأنه لم يتمكن لحد الساعة من إجراء متابعة وضعيته الصحية بعد أن تعذر عليه الظفر بمعاينة طبيبه المعالج مرة أخرى ليبقى يعاني بمفرده دون أن يجد آذانا صاغية من طرف الأطباء أو الممرضين. الجرذان، الصراصير والديدان تغزو القسم لنقص النظافة ناهيك عن المشاكل التي يتخبط فيها المريض خارج القسم، فإن المرضى الذين يقبعون داخل قاعات التمريض يشتكون من غزو الجرذان التي أصبحت تنازعهم عقر حجراتهم حيث تحدثت إحدى المريضات عن معاناتها مع الفئران والجرذان التي أحدثت في نفسها حالة من الرعب. وروت بإسهاب حكاية إحدى المريضات التي عانت هي الأخرى من الجرذان وهي طريحة الفراش في صورة تعبر عن حالة الإهمال والتسيب التي يغرق فيها القسم والذي يحوي إضافة إلى هذا صراصير كبيرة الحجم تتساقط فوق رؤوس المرضى من كل جانب خاصة مع حلول الظلام، أو في ترك الأطعمة فإنها تصبح مليئة بالصراصير ليتحول المكان الذي من المفروض أن يكون بقعة معقمة لاختصاصه في معالجة أكثر الأجزاء حساسية في جسم الإنسان، إلى بقعة مشبعة بمختلف أنواع الميكروبات والبكتيريا ما يجعل المريض يفكر ألف مرة قبل توجهه إلى العلاج في هذا القسم. إضافة إلى هذا اشتكى بعض المرضى من أواني حفظ وتقديم الطعام الخاصة بالمستشفى حيث أكدوا أن حاويات الطعام لا تليق حتى برمي القمامة جراء اتساخها وانعدام شروط النظافة بها، ما يجبرهم دائما على التخلي ورفض الوجبات المقدمة من طرف إدارة المستشفى. أما المرضى من خارج الولاية أو البعيدون عن أهاليهم فيتحملون هذه الظروف الصعبة وهم مجبرون على ذلك. المنظفات أصبحن أطباء ولا يقمن بواجبهن بتنظيف الغرف التي يرقد فيها المرضى. قسم تكاد تنعدم به الخدمات والقائمون يحملون رؤساءهم المسؤولية إن قسم طب وجراحة العيون، حسب ما كشفه لنا بعض العمال، يحفظ الحد الأدنى من الخدمات فقط وحالات الاستعجالات القصوى، نافيين نفيا قاطعا أن تكون لهم صلة بالوضع وأن الوضعية يتحملها كبار المسؤولين في المستشفى. أما فيما يخص العمليات الجراحية فإنها تجرى بوتيرة جد بطيئة بمواعيد بعيدة المدى تصل في كثير من الحالات إلى أكثر من ستة أشهر، وهذا راجع إلى نقص الأطباء الذين من المفروض أن يتولوا مهمة علاج المرضى، فيما تتولى طبيبة واحدة مسؤولية تسيير القسم ككل ليبقى المريض وحده ضائعا بين أروقة هذا القسم يصارع المرض من جهة وسوء التسيير والتنظيم من جهة أخرى، مما يدفع به إلى التوجه إلى المستشفيات والعيادات الخاصة حيث يدفع مبالغ معتبرة مقابل كشف طبي بسيط أو مبالغ ضخمة مقابل عملية جراحية دقيقة كان بإمكانه إجراؤها في مستشفى عمومي. مشاكل داخلية تنخر القسم والمريض يدفع الثمن القسم ومنذ مدة ليست بالبعيدة، دخل في دائرة من المشاكل الداخلية بين الطاقم شبه الطبي والطاقم الطبي للقسم. وما زاد في حدة المشكلة تلك الممارسات التي خلقت حالة من الفوضى والقطيعة التي يعرفها عمال القسم الواحد والتي يتحمل تبعاتها المريض وحده الذي يدفع ثمن لامبالاة هؤلاء. مسؤول الإعلام والاتصال بالمستشفى يؤكد أكد مسؤول خلية الإعلام والاتصال بالمستشفى الجامعي ابن باديس، أن مشكلة مستشفى قسنطينة تكمن في أن أطباء العيون يتوجهون إلى العمل في القطاع الخاص الذي يضمن لهم دخلا ماديا كبيرا مقارنة بالقطاع العام مما جعل العزوف عن العمل بالقسم، مشيرا إلى أن هذا القسم الرائد وطنيا حتى سنة 2000 يضم حاليا 9 أطباء مقيمين ودكتورة واحدة، يقوم باستقبال الحالات الاستعجالية والكشف الخارجي وإجراء العمليات التي تجرى بطريقة بطيئة. كما أضاف أن الجهات المسؤولة قد طلبت من وزارة الصحة أن توفر طاقما طبيا متكونا من 4 إلى 5 أطباء في اختصاص العيون وهو كفيل بأن يعيد القسم إلى سابق عهده وأحسن بكثير.