تعيش دائرة عين الإبل بالجلفة، منذ يومين، على وقع احتقان وتملل كبيرين، دفعا السلطات المحلية والأمنية إلى استباق أي تأزم وانزلاق محتمل للأوضاع في منطقة ظلت طول حياتها منطقة سلام وآمان وطمأنينة قبل أن تستشري في جسدها فتنة تكاد أن تعصف بأمانها وهدوئها نتيجة صراعات سياسية بين أطراف حاكمة في البلدة ورطت الشارع في ما يدور في الكواليس لتوريطه لاحقا في تصفية حسابات ظرفية. أصل القضية لم يكن وليد الأمس، حيث تشير تقارير إدارية قديمة إلى أن ''الفتنة'' لم تكن وليدة اللحظة ولكنها تزامنت وولدت مع تنصيب رئيس دائرة ''خلاط'' بإجماع عام، حيث كانت ستة أشهر من عمر عهدته كافية لأن تضع المنطقة فوق فوهة بركان، وقد كانت تقارير إدارية وحتى أمنية قد أرسلت إلى وزارة الداخلية منذ أشهر تحذر من انزلاق قد يعصف بالأخضر واليابس مالم تتصرف الوصاية مع ''إطارها'' الذي فتح أبواب ''الفتنة'' أمام الجميع في أكثر من واقعة كانت بدايتها لطم الأمين العام للدائرة وضربه مرتين بسبب خلافات تافهة، ليصل الأمر إلى تفجير المجالس البلدية التابعة للدائرة وعددها أربعة بلديات هي عاصمة الدائرة عين الإبل وبلدية المجبارة وتعظميت وزكار، حيث أصبحت الخلافات والانقلابات هي الثابت في يوميات التسيير، والأمر لم يقتصر على ذلك بل تعداه إلى عاصمة الدائرة الأم والتي كان رئيس الدائرة المعني يعيش خلافا حادا مع رئيس بلديتها على خلفية نجومية، هذا الأخير وكرمه الذي أضحى قبلة للوفود الزائرة للولاية سواء من مواكب الوزراء أو المسؤولين المركزيين بعدما تحولت خيمة عين الإبل إلى شاهد على السخاء المفتوح وبدلا من أن يجازى الرجل على رفع رأس المنطقة، فوجئ بمؤامرة لازالت ارتدادتها وتداعياتها تهدد بانزلاق المنطقة. فرئيس الدائرة الذي لا يتوانى، في أي مجلس له على الادعاء بأنه يعرف زرهوني كونه كان موظفا بوزارته قبل أن يعين رئيس دائرة، كما يعرف ''الجنرالات'' وله زمالات وأفضال على مدراء الصحف، انتهى به مطاف الغيرة من رئيس بلديته إلى استضافة وفد إعلامي من العاصمة بمكتبه، لغمه بمعلومات خاطئة وخطيرة طعنت في شرف المنطقة وكرمها بعدما نقلت إحدى الصحف أن ''حافلات النقل المدرسي بعين الإبل تأتي بالغواني والراقصات للمسؤولين''، وهي القطرة التي أفاضت كأس المنطقة وشيوخها وأعيانها، خاصة أن الجميع يعرف أن عرش أولاد رفاد من أشرف بطون أولاد نائل! وقصة الحافلة المدرسية تتعلق بوفد ثقافي من ولاية أخرى زار منطقة ''زكار'' الأثرية فحولته الإشاعة الممضوغة إلى وفد للعاهرات في ضرب للأعراض من أجل تصفية الخصوم. وآخر الأخبار تقول إن أعيان المنطقة استطاعوا التحكم في شباب عين الإبل بأن نقلوا احتجاهم الرسمي للوالي في انتظار نقله إلى وزارة الداخلية مطالبين بنقل رئيس الدائرة.. فمن يسعى إلى نقل فتنة بريان إلى عين الإبل بالجلفة.. ومن يوقف احتقان الشارع.. وهل ستسارع السلطات إلى استباق الخطر أم أنها ستبقى تتفرج إلى أن يقع الفأس في الرأس نتيجة تصرفات رئيس دائرة لا يختلف اثنان على أنه هو من نقل ''الفتنة'' إلى الشارع بشهادة تقارير إدارية قديمة وحديثة حملته مسؤولية ما جرى نتيجة فتنته..!؟