توالت الردود العربية والدولية المرحبة بفوز مرشح حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي برئاسة مصر، ليكون أول رئيس للجمهورية بعد «ثورة 25 يناير» التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك. وحظي فوز مرسي على القائد السابق لسلاح الطيران وآخر رئيس وزراء في عهد مبارك الفريق أحمد شفيق باهتمام كبير في مختلف دول العالم، حيث اعتبر ذلك وعلى نطاق واسع حدثا تاريخيا له نتائج بعيدة المدى تتجاوز حدود مصر. وقال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية فوزي برهوم إن الشعب المصري لم ينتخب رئيسا لمصر فقط ولكن للأمتين العربية والإسلامية أيضا. وأعربت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» عن أنها مع خيار الشعب، وقال أمين سر المجلس الثوري للحركة أمين مقبول «نتمنى للشعب المصري كل التوفيق والاستقرار وما يقبله الشعب المصري نحن معه». أما إسرائيل، فقد أعربت عن احترامها لفوز مرسي و«العملية الديمقراطية»، وحثت الحكومة الجديدة في القاهرة على الحفاظ على اتفاقية السلام التي حافظ عليها الرئيس المخلوع حسني مبارك طوال 33 عاما. وأعربت الصحف الإسرائيلية عن قلقها بعد فوز مرسي، وعنونت يديعوت أحرونوت الأكثر انتشارا صفحتها الأولى «الظلام في مصر». وقالت الصحيفة إن «إسرائيل قلقة من وصول الإسلام المتطرف إلى الحكم في مصر»، وذلك على الرغم من تعهد مرسي باحترام المعاهدات الدولية لبلاده. ووضعت الكثير من ردود الفعل انتصار مرسي في إطار ثورات الربيع العربي التي أطاحت برؤساء تونس وليبيا واليمن ومصر أيضا. وفي هذا الإطار، رحبت الولاياتالمتحدة -التي تقدم مساعدات عسكرية كبيرة لمصر- بنتيجة الانتخابات الرئاسية ولكنها أكدت أنها تتوقع من مرسي أن يعمل على ضمان الاستقرار «وألا ينجرف نحو المغالاة».وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان «نعتقد أن من المهم للرئيس المنتخب مرسي أن يتخذ خطوات في هذا الوقت التاريخي للنهوض بالوحدة الوطنية بالتواصل مع كل الأطراف والقوى في مشاورات بشأن تشكيل حكومة جديدة». ودعا المتحدث الزعيم الجديد إلى ضمان أن تبقى مصر «دعامة للسلام والأمن والاستقرار الإقليمي». كما أثنت إيران على «شهداء الثورة المصرية»، وقالت إنهم المسؤولون عن توجيه البلاد «لرؤية رائعة» للديمقراطية. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن «حركة الشعب المصري الثورية في مراحلها النهائية للصحوة الإسلامية وعصر جديد من التغيير في الشرق الأوسط». من ناحية أخرى، قال متحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كاثرين أشتون إن الانتخابات تمثل حدثا مهما في التحول الديمقراطي لمصر، وإنها تأمل أن يكون الرئيس الجديد «ممثلا للتنوع في مصر». كما قالت تركيا إن فوز مرسي يعكس رغبة الشعب ولكنها أكدت أن أمامه الكثير. وأعربت قطر عن «تهنئتها لجمهورية مصر العربية الشقيقة وشعبها العزيز ورئيسها المنتخب الدكتور محمد مرسي على نجاح النهج الديمقراطي في أول انتخابات رئاسية لمصر». وأبرق أمير الكويت لمرسي مهنئا. كما هنأ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والسوداني عمر حسن البشير الرئيس الجديد. ورحبت الإمارات وسلطنة عُمان بنتائج الانتخابات المصرية.