^ الجزائر كانت دون هوية أو كيان ثقافي أو وجود في عهد الاستعمار ^ أفلام ومعارض وملتقيات للتعريف برموز الثورة التحريرية اتهمت وزيرة الثقافة خليدة تومي بلدية عنابة بتبديد الأموال العمومية على خلفية دعوتها للفنانة اللبنانية «إليسا» لإحياء حفل في إطار الذكرى الخمسين لاسترجاع الاستقلال. وقالت الوزيرة بلهجة ثائرة لدى نزولها مساء الثلاثاء ضيفة على «قاعة الأطلس» في العاصمة، «إن بنك الجزائر لن يساهم في دفع مبلغ 950 مليون سنتيم، ولن يعطي موافقته على هذا، مما سيدفع بالبلدية إلى استعمال ما اصطلحت عليه ب«الشكارة» لتسديد مستحقات الفنانة». وقالت إن هذا الأمر يهدد قطاع الثقافة الذي يتبرأ مما سمته ب«تبديد الأموال العمومية التي تقوم بها بعض الجهات الخاصة التي تستغل فرحة الجزائر وعيدها من خلال استعمال الأساليب غير القانونية». ومضت الوزيرة متسائلة «كيف يمكن للصناعة الثقافية أن تتطور في الجزائر بوجود هؤلاء الأشخاص». واعتبرت تومي لدى استعراضها لبرنامج وزارتها، أنه لا مجال لمقارنة وضع الشعب الجزائري أثناء الثورة التحريرية وبعد استرجاع الاستقلال من الجانب الثقافي، موضحة أن الشعب لم يكن يملك هوية أو كيانا ثقافيا ولا وجود أصلا. وقالت إن المقارنة في حد ذاتها جريمة لأن ميلاد الهوية الثقافية للشعب الجزائري كان بعد استرجاع الاستقلال ولم يكن قبله «وجودنا وميلادنا ككيان معترف به لم يتحقق إلا بعد استرجاع الاستقلال ولا يجوز بتاتا أن نقارن الوضعين قبل وبعد استرجاع الاستقلال». في السياق ذاته، تطرقت وزيرة الثقافة التي كانت تتحدث في إطار برنامج «موعد مع الكلمة» للديوان الوطني للثقافة والإعلام، إلى الخطوط العريضة لبرنامج قطاعها في الذكرى الخمسين لاسترجاع الاستقلال، وذلك عبر 48 ولاية ستكون شاهدة على الاحتفالية، إلى جانب حضور تسعة بلدان أجنبية أبدت رغبتها في المشاركة وهي روسيا واليابان والصين والبرتغال والهند وإندونيسيا وإفريقيا الجنوبية والولاياتالمتحدة وبولندا. وقالت المتحدثة إن الجزائر ستنتقل إلى عدة دول عربية وأجنبية أخرى من خلال أسابيع ثقافية، وهي المغرب وتونس ومصر وروسياوالولاياتالمتحدة واليابان وكرواتيا وكوريا والنرويج والبرازيل والسويد والبرتغال وإسبانيا وبلغاريا، وذلك بناء على طلب من السفارات الجزائرية التي تلح على تنظيم تلك الأسابيع الثقافية. من ناحية أخرى، يتضمن برنامج وزارة الثقافة اقتناء جميع الكتب المتعلقة بالجزائر والتي صدرت خارج البلاد، وذلك بغرض إثراء رصيد المكتبة الوطنية، بينما سيتم نشر 1101 كتاب تحت عنوان «كنوز متاحف الجزائر»، إلى جانب تنظيم ما يقارب ال17 ملتقى دوليا ستصب جلها في الحديث عن الثورة التحريرية والحركة الوطنية ومواضيع أخرى. وعن الشق السينمائي؛ كشفت تومي أن لجنة القراءة بقطاعها رفضت 150 مشروعا لأن أصحابها لا يملكون جهة منفذة، ووافقت على إنجاز 11 فيلما روائيا طويلا من «الدخلاء» لعاشور كساي و«الأسوار7 للحصن» لأحمد راشدي و«البئر» للطفي بوشوشي و«معتقل بوغزول» لنصر الدين قنيفي و«العربي بن مهيدي» للمخرج محمد سليم رياض و«البرنوس المشتعل» لبلقاسم حجاج وفيلم «أمود أسد الجنوب» للمخرج عبد الباري أبو الخير، بالإضافة إلى أعمال أخرى يشرع في تصويرها ابتداء من الخامس جويلية. ملتقيات ومعارض ومسرحيات عن تاريخ الثورة قالت وزيرة الثقافة أيضا إن لجنة القراءة وافقت على إنجاز عشرين فيلما وثائقيا من بينها «الولاية السابعة» للمخرج رشيد بوشارب و«ما تبقى من آخر سيجارة» ليحيى مزاحم و«مثقف في الثورة» لعبد الكريم دياد، بالإضافة 13 فيلما وثائقيا حول التراث الثقافي غير المادي وتنظيم عروض سينمائية متنقلة عبر الحافلات في الولايات، ورقمنة وسحب نسخ جديدة لأفلام أنجزت خلال الثورة وفي سنوات السبعينيات. أما عن المعارض، ينتظر تنظيم 18 معرضا حول «خمسين سنة من الإنجازات في قطاع الثقافة»، وفي المسرح سينجز 50 عملا، بالإضافة إلى 18 عملا فني للكلمة و25 تركيبا شعريا، وذلك بإشراف المسرح الوطني. كما يساهم الديوان الوطني للثقافة والإعلام ببرنامج موسيقي وعروض «كوريغرافية» تنطلق من الثاني جويلية إلى غاية ال 18 من الشهر نفسه، وذلك ب«ساحة رياض الفتح» في العاصمة.