تباينت آراء التشكيلات السياسية حول عزم الحكومة على الذهاب لإقرار تغيير العطلة الأسبوعية الحالية من يومي الخميس والجمعة وترسيم بدلها الجمعة والسبت، بين معارضة مطلقة ومترقب لقرار رسمي لإبداء موقف حيال ذلك. تقاطعت المواقف، بين مؤيد ومعارض، حول نقطة إجماع على قدسية وعدم الاستهانة بوقت صلاة الجمعة. تنتظر حركة مجتمع السلم إعلان القرار من السلطات الرسمية من أجل التحرك. وفي هذا الصدد، قال المكلف بالإعلام على مستوى الحركة محمد جمعة، في اتصال مع ''البلاد'' أمس، ''لم نتلق شيئا ملموسا لحد الساعة وننتظر الموقف الرسمي حتى نعبر عن موقفنا حيال ما هو آت وليس ما هو مبنيا على شائعات أو تأويلات''. والأهم، بحسب محدثنا، أن ''قدسية يوم الجمعة لا يمس''، مبديا رفضا قاطعا لتحويل العطلة إلى يومي السبت والأحد. وتقترب رؤية حركة مجتمع السلم مع موقف الأفلان المعبر عنه من طرف المكلف بالإعلام، السعيد بوحجة، الذي يبدو له أن ''الحكومة نجحت في اختيار حل وسط وهو أن تحافظ على يوم الجمعة عطلة رسمية مع السبت''. وبهذا يضيف الناطق الرسمي لحزب الأغلبية ''تسكت الأصوات اللائكية التي تنادي بترسيم يومي السبت والأحد كعطلة أسبوعية تحت دواعٍ اقتصادية''. ويذهب بوحجة إلى التأكيد على أن تحويل العطلة الأسبوعية ذو دوافع اقتصادية بحتة فقط، كما نوه في معرض حديثه بالحكومة على اختيارها حلا وسطا يحفظ قدسية الجمعة وتمسك الشعب الجزائري بدينه ويومه ويرعى المصالح الاقتصادية للشركاء الأجانب موازنة مع مصالحنا. وغير بعيد عن مواقف حمس وجبهة التحرير الوطني، قال الناطق الرسمي للأرندي ميلود شرفي، في اتصال مع البلاد: ''أثرنا الموضوع في إطار التحالف الرئاسي وحينها قال الأمين العام أحمد ''أيحيى إننا في الأرندي لا نجد مانعا في نقل نهاية الأسبوع من الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت مع التأكيد على رغبتنا في أن تبقى الجمعة عطلة رسمية''. من جانبها جمعية العلماء المسلمين لم تجد حرجا في نقل العطلة مع ضرورة الحفاظ على الوقت اللازم لأداء صلاة الجمعة. ورغم ذلك فقد أبدى عبد الحميد عبدوس مدير تحرير أسبوعية ''البصائر''، لسان حال الجمعية، تخوفا من أن يحرم الجزائريون من أداء الصلاة تحت ذريعة تعطيل العمل بعد مدة من إقرار هذا النظام الجديد. أكبر الرافضين لفكرة تغيير العطلة الأسبوعية ترجمه كلام الأمين العام لحركة النهضة، فاتح ربيعي، الذي أكد على الموقف الثابث للحركة ''موقفنا من هذه القضية قديم ونؤكد على ضرورة إبقاء العطلة كما هي...يوم الجمعة عيد المسلمين وهو يوم للصلاة''. ورفض ربيعي التبريرات الاقتصادية للتغيير، قائلا: ''هناك بعد آخر للتغيير، فهم يريدون تغيير الثقافة الإسلامية بالثقافة التغريبية''، داعيا الحكومة إلى ترك الكلمة للشعب في اختيار التغيير أو إبقاء العطلة على حالها.