أدانت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء بسكرة، صبيحة أمس المدعو (ب.م) 39 سنة بعقوبة الإعدام وبغرامة مالية مقدرة ب 170 مليون سنتيم، لارتكابه جريمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد في حق الضحية الشاب مسعود قوجيل. وبينما التمس ممثل الضحية نيابة عن أمه وزوجته الأرملة وأبنائه في هذه القضية الشنعاء معاقبة الجاني بأقصى عقوبة وبتغريمه ب 350 مليون سنتيم لصالح أهله، استنادا لما تضمنه تقرير التشريح ولكون القتل وإزهاق روح بشرية لا يمكن قبوله بأي سبب كان، ولأن وقائع هذه الجريمة تدل على بشاعة الفعل المرتكب في حق الضحية الفلاح، فإن الجرم ثابت واقترف من قبل الجاني لأتفه سبب متمثل في سرقة قارورة غاز ضد شخص يبلغ من العمر37 سنة وفي عز شبابه. وفيما أكد هذا الأخير بأن المتهم كان في وعيه وقواه العقلية تبعا لخبرة مجراة له، فإنه ترجم وجسد ذلك ببشاعة جرمه منقطع النظير بدليل إصابة الضحية بجرح طوله 17 سنتيما على مستوى الوجه، فضلا عن تعرضه لقطع عدة شرايين ونزيف حاد وعدة إصابات خطيرة وكأن المجرم اقترف جريمته ضد حية وليس كائن بشري، فضل ممثل الحق العام عدم الخوض في تفاصيل القضية ومخاطبة القضاة الشعبيين، موضحا أن المتمعن في هذه القضية يمكنه الوصول إلى 3 استنتاجات مهمة، الأول أن الجاني اقترف الجريمة بكل برودة دم وأعصاب وأنه لأول مرة تعترضه قضية مثل هذه وبهذا الشكل بصفته ممثلا للعدالة، وأن الاستنتاج الثاني تمثل في استخفاف القاتل بالروح المقدسة للضحية ونيته المسبقة بقتله وقتل آخرين ببرودة متناهية. أما الاستنتاج الثالث فكان بتذكير كل المعنيين بهذه المحاكمة بأن ظاهرة القتل الخطيرة هي غريبة على ولاية بسكرة وسكانها، إذ من بين 120 قضية جنائية كانت تبرمج كانت هذه المحكمة تعالج قضية واحدة فقط تتعلق بالقتل العمدي، منبها في هذا الصدد بأن اعترافات الجاني بكل أفعاله في مختلف مراحل التحقيقات هي إقرارات أظهرت أن الجريمة خطط لها وتم التحضير لها، ودلت على أن هذه الجريمة شنعاء بدليل تعرض الضحية ل 5 ضربات وأن فاعلها المؤهل للمساءلة الجسدية والمؤكد لأفعاله وعدم تنصله البتة، يجب أن ينال جزاؤه الحقيقي لكون الجرم لا نظير له ومن أجل راحة الضمائر لا بد أن يكون عقابه عبرة للآخرين من خلال السماح للعدالة بضرب مثل هؤلاء المجرمين بيد من حديد، على اعتبار أن القبول بظروف التخفيف الوارد في دفاع المتهم سيسمح لكل من تسول له نفسه الاعتداء على النفس البشرية وكأنها نملة بواسطة آلة حادة كالرمح. هذا وتعود هذه القضية التي لم يطالب فيها المتهم بأي شيء في كلمته الأخيرة أمام العدالة إلى تاريخ 2008/08/04 لما قام الجاني الذي كان يقطن بكوخ بضواحي مدينة طولفة ببسكرة بترصد الضحية، الفلاح، عندما قدم هذا الأخير من أجل سقي المزرعة ليلا. وحسب تفاصيل هذه الجريمة فإن الجاني قد تعرض إلى مضايقات من قبل واحد من عائلة الضحية وسرق منه قارورة غاز وأن الضحية واحد من بين المشكوك فيهم، السبب الذي جعله ذريعة لترصد الضحية وانتظارها في هذا الوقت بالذات والاختفاء لها وراء نخلة ووضع حد لها برمح مصنوع من جذع رمان وآلة حادة بطعنها ب 5 ضربات متفرقة قاتلة. للعلم، فإن فرقة الدرك الوطني الإقيليمة بطولفة وبعد إبلاغها بمعية الحماية المدنية من قبل المصلين بوقوع هذه الجريمة إثر سماعهم لصراخ بالقرب من المزرعة مكان الحادثة بعد صلاة العشاء شنت عملية بحث لاعتقال الجاني الذي هرب وما سمح لعناصرها من التعرف عليه بناء على تصريحات أحد الشهود مفادها أنه كان قد تعرض لتهديد من قبل الجاني بنفس الوسيلة.